أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم]

صفحة 50 - الجزء 1


= وفي كلام الشيخ خالد ما يفيد أن الجوهري قد نسب هذا البيت إلى عبد الرحمن بن حسان، وأن ابن بري قد خالفه في ذلك ونسبه إلى أبي دهبل الجمحي (ووقع في جميع نسخه لأبي ذهل الخزاعي، وهو خطأ وتحريف من وجوه) وعثرت على قصيدة لأبي دهبل وهب بن زمعه بن أسيد أحد بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب يشبه أن يكون البيت مطلعها في رواية بعض الرواة، وهاك أبياتا من أولها:

طال ليلي وبتّ كالمحزون ... ومللت الثّواء في جيرون

وأطلت المقام بالشّام حتّى ... ظنّ أهلي مرجّمات الظّنون

فبكت خشية التّفرّق جمل ... كبكاء القرين إثر القرين

وهذه رواية الأدباء وحملة الشعر، ورواية الشاهد على ما في الأصل هي رواية النحاة.

اللغة: «اعترتني» نزلت بي، وتقول: عراه يعروه، واعتراه يعتريه «الهموم» جمع هم «الماطرون» هو في الأصل جمع ماطر، ولم يكن من حقه أن يجمع جمع المذكر السالم، لأنه وصف لغير عاقل، ولكنه جمع هذا الجمع على غير قياس، ثم سمي به موضع بالشام، وصاحب الصحاح يرويه «الناطرون» بالنون - على أنه في الأصل جمع ناطر وهو الذي يرقب ويحفظ الأشياء بعينه، ثم سمي به. ولكن المجد قد خطأه في القاموس فقال: «وغلط الجوهري في قوله ناطرون موضع بالشأم، وإنما هو ماطرون بالميم» اه.

وقد أنشد الأزهري بيتا ليزيد بن معاوية يتغزل فيه بنصرانية كانت قد ترهبت في دير خرب عند الماطرون، وهو قوله:

ولها بالماطرون إذا ... أكل النّمل الّذي جمعا

بالميم، وكذلك رواه ياقوت الرومي في معجم البلدان.

المعنى: يصف طول ليله، وما صار إليه من الحيرة والاضطراب، وما نزل به من الأحزان والآلام، وهو في هذا المكان، بسبب بعده عن ألّافه وأحبابه.

الإعراب: «طال» فعل ماض «ليلي» فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم وليل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «وبت» الواو حرف عطف، بات: فعل ماض تام، وتاء المتكلم فاعله مبني على الضم في محل رفع «كالمجنون» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ناء المتكلم، ويجوز أن يكون بات فعلا ناقصا وتاء المتكلم اسمه والجار والمجرور متعلقا بمحذوف خبره «واعترتني» الواو حرف عطف، اعترى:

فعل ماض، والتاء علامة على تأنيث الفاعل، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به =