أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[حكم اللازم]

صفحة 159 - الجزء 2

  أي: إلى كليب.

  وقد يحذف وينصب المجرور، وهو ثلاثة أقسام:

  (١) سماعيّ جائز في الكلام المنثور، نحو: «نصحته» و «شكرته»، والأكثر ذكر اللام، نحو: {وَنَصَحْتُ لَكُمْ}⁣(⁣١) {أَنِ اشْكُرْ لِي}⁣(⁣٢).

  (٢) وسماعيّ خاصّ بالشعر، كقوله:

  [٢٣٦] -

  ... كما عسل الطّريق الثّعلب


(١) سورة الأعراف، الآية: ٧٩.

(٢) سورة لقمان، الآية: ١٤.

[٢٣٦] - هذه قطعة من بيت من الكامل، وهو من كلام ساعدة بن جؤية، يصف رمحا، وهو بتمامه:

لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه ... فيه، كما عسل الطّريق الثّعلب

اللغة: اللدن - بفتح فسكون - اللين «يعسل» أي: يتحرك ويضطرب «المتن» الظهر، وهو فاعل يعسل، والباء في قوله: «بهز الكف» للسببية، والأصل: هو لدن يعسل متنه بسبب هز الكف إياه.

الإعراب: «لدن» هو مرفوع، ورفعه إما على أنه خبر مبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: هو لدن، مثلا، وإما على أنه صفة لموصوف مذكور في كلام سابق على بيت الشاهد «بهز» جار ومجرور متعلق بلدن، وهز مضاف و «الكف» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة «يعسل» فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة «متنه» متن: فاعل يعسل مرفوع بالضمة الظاهرة، ومتن مضاف وضمير الغائب العائد على اللدن مضاف إليه مبني على الضم في محل جر «فيه» جار ومجرور متعلق بيعسل «كما» الكاف حرف جر، وما:

حرف مصدري مبني على السكون لا محل له «عسل» فعل ماض «الطريق» مجرور بحرف جر محذوف، وتقدير الكلام: كما عسل في الطريق، والجار والمجرور متعلق بعسل «الثعلب» فاعل عسل مرفوع بالضمة الظاهرة، وما المصدرية مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالكاف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف يقع صفة لمصدر محذوف يقع مفعولا مطلقا ليعسل المضارع، وتقدير هذه المحذوفات على الوجه الآتي: يعسل متن هذا الرمح اللدن في كف صاحبه إذا هزه عسلانا مشابها لعسلان الثعلب في الطريق. =