أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب التعدي واللزوم

صفحة 160 - الجزء 2

  وقوله:

  [٢٣٧] -

  آليت حبّ العراق الدّهر أطعمه


= الشاهد فيه: قوله: «عسل الطريق» حيث حذف حرف الجر - وهو «في» المقدر - ثم نصب الاسم الذي كان مجرورا به - وهو «الطريق» - والأصل: كما عسل في الطريق، على ما علمت في إعراب البيت.

[٢٣٧] - هذا صدر بيت من البسيط من كلام المتلمس، وهو جرير بن عبد المسيح، وعجزه:

والحبّ يأكله في القرية السّوس

اللغة: «آليت» معناه حلفت، ويصح المعنى على جعل التاء للمتكلم كما يصح على جعلها للمخاطب، والمخاطب هو الملك النعمان بن المنذر «حب العراق» الحب:

اسم جنس جمعي يتناول الحنطة والشعير وغيرهما «أطعمه» أذوقه، وتقول «طعم يطعم» من باب تعب - ومنه قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ} ومصدر هذا الفعل الطعم - بفتح الطاء - فأما الطعم، بالضم، فهو اسم للمطعوم.

الإعراب: «آليت» آلى: فعل ماض مبني على فتح مقدر، وتاء المتكلم أو المخاطب فاعله مبني على الضم أو الفتح في محل رفع «حب» منصوب على نزع الخافض، وأصل الكلام: آليت على حب العراق، وحب مضاف و «العراق» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة «الدهر» منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بأطعم الآتي «أطعمه» أطعم: فعل مضارع منفي بلا محذوفة، مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وضمير الغائب العائد إلى حب العراق مفعول به مبني على الضم في محل نصب «والحب» الواو واو الحال، الحب: مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة «يأكله» يأكل: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وضمير الغائب العائد على حب العراق مفعول به مبني على الضم في محل نصب «في القرية» جار ومجرور متعلق بيأكل «السوس» فاعل يأكل، وجملة الفعل المضارع الذي هو يأكل وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو الحب، والرابط هو الضمير الواقع مفعولا به، وجملة المبتدأ وخبر في محل نصب حال.

الشاهد فيه: قوله: «آليت حب العراق» حيث حذف حرف الجر الذي كان يتعدى به الفعل الذي هو «آلى» ثم لم يبق الاسم الذي كان مجرورا بهذا الحرف على ما كان قبل حذف الجار، كما أبقاه الفرزدق في قوله: «أشارت كليب» بل نصب ذلك الاسم الذي =