أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم]

صفحة 51 - الجزء 1

  ودون هذه أن تلزمه الواو وفتح النون⁣(⁣١)، وبعضهم يجري بنين وباب سنين مجرى غسلين، قال:

  [١١] -

  وكان لنا أبو حسن عليّ ... أبا برّا، ونحن له بنين


= مبني على السكون في محل نصب «الهموم» فاعل اعترى «بالماطرون» الباء حرف جر، والماطرون: مجرور به وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق باعترى.

الشاهد فيه: قوله: «بالماطرون» فإن الشاعر قد استعمل جمع المذكر السالم المسمى به بالواو في موضع الجر، وجعل إعرابه على النون فجره بالكسرة الظاهرة فمثله مثل الاسم الذي آخره واو ونون مثل زيتون وعربون فإنه يعرب في حالة الرفع بالضمة الظاهرة على آخره وهو النون، وينصب بالفتحة ويجر بالكسرة كذلك، تقول: هذا زيتون جيد، وهذا عربون كثير. وتقول: اشتريت زيتونا جيدا، ودفعت عربونا كثيرا.

وتقول: أكلت من زيتون جيد، وأخذت من عربون كثير مالا قليلا.

(١) من العرب من يلزم هذا النوع - وهو جمع المذكر السالم المسمى به - الواو ويلزمه مع ذلك فتح النون في الأحوال كلها، ذكر ذلك أبو سعيد السيرافي، وزعم أن ذلك صحيح من كلام العرب، وجعل النحاة هذه اللغة نظير اللغة التي تلزم المثنى الألف وكسر النون في الأحوال كلها، وعلى ذلك يكون رفع جمع المذكر السالم ونصبه وجره بضمة أو فتحة أو كسرة مقدرة على الواو، منع من ظهورها الثقل في الرفع والجر، ومعاملة المنصوب معاملة المرفوع والمجرور في حالة النصب، وقد اعترض على ذلك باعتراضين، أحدهما: أنه يلزم على ذلك تقدير الإعراب في وسط الكلمة، وثانيهما:

أن يكون في الأسماء ما آخره واو وقبلها ضمة تقدر عليها حركات الإعراب، ولا نظير لذلك في العربية، وبحسبك هذا.

[١١] - هذا بيت من الوافر، وقد نسب النحاة هذا البيت إلى أحد أبناء علي بن أبي طالب، ولم يعينوه. والذي ثبت عندي بعد البحث أنه من كلام أحد شيعة علي كرم اللّه وجهه، وقائله هو سعيد بن قيس يقوله لمعاوية بن أبي سفيان، وقبله قوله:

ألا أبلغ معاوية بن حرب ... ورجم الغيب يكشفه اليقين

بأنّا لا نزال لكم عدوّا ... طوال الدّهر ما سمع الحنين

اللغة: «رجم الغيب» أراد به الكلام الذي تلقيه على عواهنه ظنا وتخرصا «يكشفه» أراد أنه يبين فساده وما اشتمل عليه من دخل «عدوا» ذوي عداوة، وهو فعول بمعنى فاعل =