أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب التنازع في العمل

صفحة 168 - الجزء 2

  ومثال المختلفين {هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ}⁣(⁣١).

  وقد تتنازع ثلاثة، وقد يكون المتنازع فيه متعددا، وفي الحديث: «تسبّحون وتكبّرون وتحمّدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين» فتنازع ثلاثة في اثنين ظرف ومصدر⁣(⁣٢).


= واحد من الحالين ضمير مستتر هو فاعله تقديره هو «من» اسم موصول تنازعه كل من مغيث ومغن، وقد أعمل فيه الثاني منهما فهو مفعول به لقوله مغنيا، مبني على السكون في محل نصب «أجرته» أجار: فعل ماض، وتاء المخاطب فاعله، وهاء الغائب مفعول به، والجملة من الفعل الماضي وفاعله ومفعوله لا محل لها من الإعراب صلة الاسم الموصول «فلم» الفاء حرف عطف، لم: حرف نفي وجزم وقلب «أتخذ» فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «إلا» أداة استثناء ملغاة، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب «فناءك» فناء:

مفعول أول لأتخذ، منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر «موئلا» مفعول ثان لأتخذ منصوب بالفتحة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: «مغيثا مغنيا من أجرته» فقد تقدم في هذه العبارة عاملان، أولهما قوله: «مغيثا» وثانيهما قوله: «مغنيا» وتأخر عنهما معمول واحد، وهو قوله «من أجرته» وهذان العاملان المتقدمان اسمان يشبهان الفعل؛ لأن كل واحد منهما اسم فاعل على ما علمت في لغة البيت، وكل واحد منهما صالح للعمل في ذلك المعمول المتأخر، وفي كل منهما ضمير مستتر هو فاعله، وكل منهما يطلب قوله «من أجرته» مفعولا، وقد أعمل الثاني لقربه، وأعمل الأول في ضميره، ثم حذف هذا الضمير، ولو أظهره لقال «عهدت مغيثه مغنيا من أجرته» وحذف هذا الضمير - على التقدير الذي ذكرناه - واجب لأن في ذكره إعادة الضمير على متأخر لفظا ورتبة من غير ضرورة، ولو أنه أعمل الأول لوجب أن يقول «عهدت مغيثا مغنيه من أجرته».

(١) سورة الحاقة، الآية: ١٩.

(٢) يستنبط من تمثيل المؤلف بهذا الحديث أمران:

الأول: أن المتنازع فيه قد يكون ظرفا وقد يكون مفعولا مطلقا، وذلك لأن «دبر كل صلاة» ظرف، و «ثلاثا وثلاثين» مفعول مطلق مبين للعدد، وظاهر إطلاق المؤلف أن التنازع يكون في جميع المعمولات، لكن قال ابن الخباز: إن التنازع لا يقع في =