[الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم]
= يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع، قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ}. وقال جلت حكمته: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} وقال سبحانه: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} «أبا حسن» هي كنية علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه، كني بابنه من فاطمة الزهراء أبي محمد الحسن بن علي «أبا برّا» يريد أنه عاملنا كما يعامل الآباء البررة الرحماء أبناءهم.
المعنى: يندد بمعاوية بن أبي سفيان، ويذكر له أنهم لا يزالون مصرين على عداوته وبغضه، وأنهم لن يقلعوا عن ذلك فيبغضوا عليا ¥؛ لأنهم لا يذكرون له سيئة تحملهم على بغضه؛ فقد كان منهم بمنزلة الأب الرحيم من أبنائه: يعطف عليهم، ويجلب لهم الخير ما استطاع إليه سبيلا.
الإعراب: «كان» فعل ماض ناقص «لنا» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من قوله:
«أبا برّا» الآتي، ويجوز أن يكون هذا الجار والمجرور متعلقا بكان «أبو» اسم كان مرفوع بالواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الستة، وأبو مضاف و «حسن» مضاف إليه «عليّ» بدل من قوله: أبو حسن، مرفوع بالضمة الظاهرة «أبا» خبر كان منصوب بالفتح الظاهرة «برّا» نعت لقوله أبا منصوب بالفتحة الظاهرة «ونحن» الواو واو الحال، نحن: ضمير منفصل مبتدأ مبني على الضم في محل رفع «له» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من قوله: «بنين» الآتي بعد «بنين» خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال.
الشاهد فيه: قوله: «بنين» فإن الشاعر قد جاء بهذه الكلمة بالياء في موضع الرفع لأن الكلمة واقعة خبرا عن المبتدأ كما علمت في إعراب البيت، وجعل الرفع بضمة ظاهرة على النون كما ينبئ عنه ما روينا من أبيات كلمة الشاهد؛ فدل ذلك على أن من العرب من يجري «بنين» - وإن لم يكن علما - مجرى «غسلين» و «يقطين» ونحوهما من كل اسم مفرد آخره نون قبلها ياء، في لزوم الياء والإعراب بحركات ظاهرة على النون، ولا يسقط هذه النون للإضافة، وقد حكى الفراء هذه اللغة عن بني عامر وبني تميم، إلّا أنه ذكر أن بني عامر ينونون في الحركات الثلاث؛ فيقولون هؤلاء بنين بررة، وما رأيت بنينا بررة كبنين فلان، ولقد أعجبت ببنين بررة رأيتهم عند فلان، كما يقولون: هذا يقطين ناضر، وأكلت يقطينا، وهذه شجرة يقطين - بالتنوين في كل ذلك - وذكر أن بني تميم لا ينونون، بل يرفعون بضمة ظاهرة من غير تنوين، وهل يجرون بكسرة ظاهرة كذلك؟ حكى بعض شراح التسهيل في هذه الحالة أن الظاهر من كلام ابن مالك أن بني تميم يجرون هذا النوع بالكسرة الظاهرة من غير تنوين؛ ولكن كلام الفراء ظاهر في =