أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم]

صفحة 54 - الجزء 1

  وبعضهم يطرد هذه اللّغة في جمع المذكر السالم وكلّ ما حمل عليه، ويخرّج عليها قوله:

  [١٣] -

  لا يزالون ضاربين القباب


= والعنت أيام إقامته فيه.

الإعراب: «دعاني» دعا: فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به «من نجد» جار ومجرور متعلق بدعا «فإن» الفاء للتعليل، إن: حرف توكيد ونصب «سنينه» سنين: اسم إن، منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى نجد مضاف إليه «لعبن» لعب: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره، ونون النسوة فاعله، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن «بنا» جار ومجرور متعلق بلعب «شيبا» حال من ضمير المتكلم المجرور محلا بالباء، منصوب بالفتحة الظاهرة «وشيبننا» الواو حرف عطف، شيب: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره، ونون النسوة فاعله، ونا: مفعول به «مردا» حال من ضمير المتكلم المنصوب محلا بشيب، وجملة الفعل وفاعله في محل نصب عطف بالواو على جملة الحال.

الشاهد فيه: قوله: «سنينه» حيث نصبه الشاعر بالفتحة الظاهرة على النون، فجعل النون فيه كالنون التي من أصل الكلمة وقبلها ياء في نحو مسكين وغسلين، ولولا أنه عامله هذه المعاملة لحذفها للإضافة، فأنت تعلم أن النون التي تلي علامة الإعراب في المثنى والجمع الذي على حده تحذف للإضافة كما يحذف التنوين من الاسم المفرد، وهذه لغة لبعض العرب منهم بنو عامر وبنو تميم، على ما ذكرنا لك في شرح الشاهد السابق حكاية عن الفراء، ووافقه على ذلك ابن مالك في تسهيله.

وذهب ابن جني وابن عصفور إلى أن إعراب هذا النوع من الملحق بجمع المذكر السالم هذا الإعراب ضرورة من ضرورات الشعر، لا يجوز أن يتكلم بها متكلم في كلام منثور.

وكلام الفراء في هذه المسألة أحق بأن تأخذ به، فقد أثرنا لك في الشاهد السابق حديثا تكلم به الرسول على هذه اللغة.

[١٣] - هذا عجز بيت من الخفيف، وصدره قوله:

ربّ حيّ عرندس ذي طلال

ولم أقف له على نسبة إلى قائل معين مع كثرة من استشهد به من النحاة. =