هذا باب المفعول معه
  أما امتناع العطف فلانتفاء المشاركة، وأما امتناع المفعول معه فلانتفاء المعيّة في الأول وانتفاء فائدة الإعلام بها في الثاني.
  ويجب في ذلك إضمار فعل ناصب للاسم على أنه مفعول به، أي: وسقيتها ماء، وكحّلن العيونا، هذا قول الفارسيّ والفرّاء ومن تبعهما.
  وذهب الجرميّ والمازنيّ والمبرّد وأبو عبيدة والأصمعي واليزيدي إلى أنه لا حذف، وأن ما بعد الواو معطوف، وذلك على تأويل العامل المذكور بعامل يصح انصبابه عليهما؛ فيؤول زجّجن بحسّنّ وعلفتها بأنلتها.
= حاجبه ورققه في طول (ذات غسل) بكسر الغين وسكون السين - موضع بين اليمامة والنباج كان لبني كليب بن يربوع ثم صار لبني نمير.
الإعراب: (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه، مبني على السكون في محل نصب (ما) زائدة (الغانيات) فاعل بفعل محذوف يفسره المذكور بعده، وجملة الفعل المحذوف وفاعله المذكور في محل جر بإضافة إذا إليها (برزن) برز: فعل ماض مبني على الفتح المقدر لا محل له من الإعراب، ونون النسوة فاعل، مبني على الفتح في محل رفع، وجملة الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب مفسرة (يوما) ظرف زمان منصوب ببرز (وزججن) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، زجج: فعل ماض مبني على الفتح المقدر لا محل له من الإعراب، ونون النسوة فاعله مبني على الفتح في محل رفع (الحواجب) مفعول به لزجج منصوب بالفتحة الظاهرة (والعيونا) الواو حرف عطف، العيونا: مفعول به لفعل محذوف، وتقدير الكلام: وزججن الحواجب وكحلن العيون، والجملة معطوفة بالواو على الجملة قبلها؛ أو العيون معطوف على الحواجب بتأويل زججن بفعل يصح أن يتناول الحواجب والعيون معا، مثل حسّنّ أو جمّلن وما أشبه ذلك.
الشاهد فيه: قوله (زججن الحواجب والعيونا) فإن الفعل المذكور في هذه العبارة لا يصح أن يتعدى إلى ما قبل الواو وما بعدها جميعا مع بقائه على معناه الأصل، فما بعد الواو إما أن يكون معمولا لفعل محذوف يصح أن يتعدى إليه، وتكون الواو قد عطفت جملة على جملة، وإما أن يتأول في الفعل فيجعل معناه أوسع من معناه الأصلي بحيث يتناول ما بعد الواو وما قبلها، وتكون الواو قد عطفت مفردا على مفرد، على نحو ما بيناه في الإعراب وقررناه بإيضاح في شرح الشاهد السابق.