هذا باب الحال
  مختلفين، وأحدهما مفضّل على الآخر؛ فإنه يجب تقديم حال الفاضل، ك «هذا بسرا أطيب منه رطبا»، وقولك: «زيد مفردا أنفع من عمرو معانا»(١).
  ويستثنى من المضمّن معنى الفعل دون حروفه: أن يكون ظرفا أو مجرورا مخبرا بهما، فيجوز بقلة توسّط الحال بين المخبر عنه والمخبر به، كقوله:
  [٢٧٥] -
  بنا عاذ عوف وهو بادي ذلّة ... لديكم ...
(١) هذا التقدير الذي ذكره المؤلف هو تقدير سيبويه، وتوضيحه في المثال الأول أن قولهم (بسرا) حال من الضمير المستتر في (أطيب) على أنه فاعل، وقولهم (رطبا) حال من الضمير المجرور في (منه) وهذا الجار والمجرور متعلق بأطيب؛ فيكون صاحبا الحالين من معمولات أفعل التفضيل، وكأن قائل هذا الكلام قد قال: هذا في حال كونه بسرا أطيب من نفسه في حال كونه رطبا، وقد ارتضى هذا التقدير المازني وأبو علي الفارسي في التذكرة وابن كيسان وابن جني.
وذهب المبرد والزجاج وابن السراج وأبو سعيد السيرافي - ووافقهم أبو علي الفارسي في الحلبيات - إلى أن الناصب لهذين الحالين هو (كان) محذوفة قبل كل حال من الحالين، وهي تامة مسبوقة بإذ أو بإذا، وصاحب الحالين هو الضميران المستتران في كان، وتقدير الكلام: هذا إذا كان (أي وجد) بسرا أطيب منه إذا كان رطبا.
وذكر أبو حيان أن بعض النحاة الذين جروا على هذا التقدير جعلوا (كان) المقدرة ناقصة؛ فيكون الاسمان المنصوبان خبرين لها، والتقدير هو التقدير.
[٢٧٥] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، والذي ذكره المؤلف قطعة من بيت من الطويل، وهو بتمامه:
بنا عاذ عوف وهو بادي ذلّة ... لديكم، فلم يعدم ولاء ولا نصرا
اللغة: (عاذ) بمعنى التجأ وتحصن، و (عوف) اسم رجل، وقوله (وهو بادي ذلة) معناه أنه ظاهر المهانة، والولاء: الموالاة والمناصرة، والنصر: الإعانة، وقوله (وهو) الواو فيه للحال.
الإعراب: (بنا) الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب وضمير المتكلم ومعه غيره مبني على السكون في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلق بعاذ (عاذ) فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (عوف) فاعل عاذ مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو) الواو واو الحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، هو: =