هذا باب الحال
  وكقراءة بعضهم: {ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا}(١)، وكقراءة
= ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (بادي) حال من الضمير المستقر في خبر المبتدأ الذي هو قوله (لديكم) الآتي، وبادي مضاف و (ذلة) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (لديكم) لدى: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الذي هو الضمير المنفصل السابق، منصوب بفتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء منع من ظهورها التعذر، ولدى مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه (فلم) الفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، لم: حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يعدم) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى عوف (ولاء) مفعول به ليعدم منصوب بالفتحة الظاهرة (ولا) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، لا: حرف زائد لتأكيد النفي (نصرا) معطوف على قوله ولاء، منصوب بالفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله (بادي ذلة) فإنه - على ما ذهب إليه جماعة من النحاة، منهم الفراء والأخفش - حال صاحبه الضمير المستقر في خبر المبتدأ، وذلك أن قوله (هو) ضمير منفصل مبتدأ وخبره متعلق الظرف الذي هو قوله (لديكم) وفي هذا الظرف ضمير مستقر منتقل من متعلقة إليه على ما هو معلوم، وقوله (بادي ذلة) الرواية فيه بالنصب على أنه حال من الضمير المستكن في الظرف، وتقدير الكلام: عاذ بنا عوف حال كونه لديكم بادي ذلة، فقد تقدم الحال على العامل فيها وهو (لدى) وذلك العامل ظرف، وقد ذهب الناظم تبعا للأخفش إلى جواز ذلك في سعة الكلام، وخرجا عليه ما ذكره المؤلف من الآيات، وهو عند الجمهور ضرورة من ضرورات الشعر، والآيات عندهم على غير التخريج الذي خرجاها عليه، ولا يخفى عليك أنك لو جعلت (بادي ذلة) حالا من (هو) على رأي سيبويه الذي يجيز مجيء الحال من المبتدأ لم يكن في البيت شاهد لهما على ما ذهبا إليه.
(١) سورة الأنعام، الآية: ١٣٩، وهذه القراءة بنصب (خالصة) وخرجها الفراء والأخفش على أن (خالصة) حال صاحبه الضمير المستتر في الجار والمجرور بعد حذف متعلقه، وهذا الجار والمجرور خبر عن ما الموصولة في قوله (ما في بطون هذه الأنعام) وما الموصولة المراد بها الأجنة - جمع جنين - ولذلك جاء الحال منهما بلفظ المؤنث، فإن التاء في (خالصة) على هذا الإعراب - تاء التأنيث، وإذا كان الأمر على هذا فقد تقدم =