أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الحال

صفحة 292 - الجزء 2

  الحسن: {وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}⁣(⁣١)، وهو قول الأخفش، وتبعه الناظم.

  والحقّ أن البيت ضرورة، وأن: «خالصة»⁣(⁣٢) و «مطويّات» معمولان لصلة:

  «ما»، ول «قبضته»، وأن «السّموات» عطف على ضمير مستتر في: «قبضته» لأنها بمعنى مقبوضته، لا مبتدأ، و «بيمينه» معمول الحال، لا عاملها⁣(⁣٣).


= الحال وهو (خالصة) على العامل فيها وهو الجار والمجرور وعلى صاحبها وهو الضمير المستكن في هذا الجار والمجرور، في أفصح كلام، وأصل ترتيب النظم: ما في بطون هذه الأنعام لذكورنا حال كونها - أي الأجنة - خالصة.

(١) سورة الزمر، الآية: ٦٧، والقراءة المنسوبة للحسن البصري بنصب (مطويات)، وخرجها الفراء والأخفش على أن (مطويات) حال صاحبه الضمير المستتر في الجار والمجرور وهو (بيمينه) وهذا الجار والمجرور خبر المبتدأ الذي هو (السماوات) والعامل في الضمير المستتر هو الجار والمجرور، وقد تقدم الحال على العامل فيه الذي هو الجار والمجرور في أفصح كلام، فدل ذلك على الجواز.

(٢) التلاوة في الآية الأولى {وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا} وقد عرفت أنه قد قرئ في هذه الآية بنصب (خالصة) وأن الفراء خرج هذه القراءة على أن (خالصة) حال من الضمير المستتر في الجار والمجرور الذي هو (لذكورنا) الواقع خبرا للمبتدأ الذي هو الاسم الموصول في (ما في البطون).

وجمهور البصريين يردون هذا الإعراب الذي لزم عليه تخريج الآية على وجه ضعيف عندهم، وقد جعلوا (ما) اسما موصولا مبتدأ، و (في بطون هذه الأنعام) جارا ومجرورا متعلقا بمحذوف صلة الموصول، و (خالصة) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر، فلم يتقدم الحال على صاحبه المعمول للجار والمجرور.

(٣) التلاوة في الآية الثانية {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} وقد عرفت إعراب الفراء والأخفش الذي أقره ابن مالك للجملة الثانية من هذه الآية الكريمة، فأما جمهور النحاة البصريين فلم يرتضوا هذا الإعراب، بل جعلوا (الأرض) مبتدأ، و (قبضته) خبر هذا المبتدأ، وفي (قبضته) ضمير مستتر على أنه نائب فاعل، لأن (قبضته) بمعنى مقبوضته، فهو اسم مفعول، واسم المفعول يرفع نائب فاعل، وقوله (والسماوات) معطوف على هذا الضمير المستتر، وساغ العطف على الضمير المرفوع بدون توكيد لأنه قد فصل بين متحمل الضمير والاسم المعطوف بقوله: (يوم القيامة) =