أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تعدد الحال لواحد ولمتعدد]

صفحة 293 - الجزء 2

[فصل: تعدد الحال لواحد ولمتعدد]

  فصل: ولشبه الحال بالخبر والنعت⁣(⁣١) جاز أن تتعدد، لمفرد، وغيره، فالأول كقوله:

  [٢٧٦] -

  عليّ إذا ما جئت ليلى بخفية ... زيارة بيت اللّه رجلان حافيا


= وقوله سبحانه: {مَطْوِيَّاتٌ} حال من السماوات، و (بيمينه) جار ومجرور متعلق بمطويات، وليس خبرا كما زعم الفراء، وهذا معنى قول المؤلف (وبيمينه معمول الحال، لا عاملها).

(١) قد عرفت في مواضع كثيرة أن الشيء إذا أشبه الشيء أخذ حكمه، وأنت تعلم أن الخبر قد يتعدد لواحد وقد يتعدد لمتعدد، وتعرف أن النعت قد يتعدد نحو (زارني خالد الكريم المهذب) فلما أشبه الحال الخبر في المعنى، وأشبه النعت في كونه يقيد عامله، ولذلك تسمع كثيرا قولهم (الحال وصف لصاحبها قيد في عاملها) نقول: لما أشبه الحال الخبر والنعت فيما ذكرنا أخذ بعض أحكامهما، ومن أحكامهما جواز تعدد كل واحد منهما، ومن أحكامهما أن الأصل في كل منهما أن يكون مشتقا فلا يقع الخبر ولا النعت جامدا - ومنه المصدر - إلا على التأويل بالمشتق أو على إرادة التشبيه، ومثال ذلك في الخبر قولك: (زيد أسد) ومثاله في النعت (زيد الأسد مقبل) أي: زيد الشجاع، ومثاله في الحال (كر زيد أسدا) ومن أحكام الخبر أنه لا يكون اسم زمان والمبتدأ اسم جئة كما علمت، فكذلك الحال.

هذا، وقد يجب تعدد الحال، ولذلك الوجوب موضعان نذكرهما لك ههنا باختصار لأننا سنعود إلى ذكرهما مع ذكر شواهد لكل منهما.

أحدهما: أن يقع بعد (إما) نحو قولك (سألقى عليا إما شاكرا وإما جاحدا).

وثانيهما: أن يقع بعد (لا) النافية، نحو قولك (جاء علي لا فرحا ولا أسوان).

[٢٧٦] - أنشد ابن الأعرابي هذا الشاهد ولم يسم قائله، وقد يظن قوم أنه للمجنون لذكر اسم ليلى فيه، وقد أنشده ابن الأعرابي مع بيت آخر يقع تاليا له، وهو قوله:

شكورا لربّي حين أبصرت وجهها ... ورؤيتها قد تسقني السّمّ صافيا

اللغة: (خفية) بضم الخاء، أو كسرها - مصدر خفي إذا استتر (رجلان) بفتح فسكون - أي: يمشي على رجليه، وهي صفة مشبهة مثل عطشان (حافيا) أي: غير منتعل.

الإعراب: (عليّ) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (إذا) ظرف تضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب (ما) زائدة (زرت) فعل وفاعل (ليلى) مفعول به لزرت منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (بخفية) جار =