هذا باب الحال
  وتمتنع في سبع صور:
  إحداها: الواقعة بعد عاطف، نحو: {فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ}(١).
  الثانية: المؤكّدة لمضمون الجملة، نحو: «هو الحق لا شك فيه» و {ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ}(٢).
  الثالثة: الماضي التالي إلّا، نحو: {إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ}(٣).
  الرابعة: الماضي المتلوّ بأو، نحو: «لأضربنّه ذهب أو مكث».
  الخامسة: المضارع المنفي بلا، نحو: {وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ}(٤).
(١) سورة الأعراف، الآية: ٤، وقائلون: جمع قائل، وهم اسم الفاعل من القيلولة، وهي النوم في نصف النهار، وإنما امتنعت الواو في هذه المسألة كراهية اجتماع حرفي عطف متجاورين.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢، ولم تدخل الواو في هذه الصورة لأن التوكيد لا يدخل عليه حرف العطف، لئلا يتوهم أنه من عطف الشيء على نفسه، لأنك تعلم أن التوكيد عين المؤكد.
(٣) سورة الحجر، الآية: ١١، والقول بامتناع الواو في هذه المسألة هو اختيار ابن مالك، واختار شارح اللب أنه يجوز اقتران الفعل الماضي الواقع حالا بعد إلا بالواو ويجوز عدم اقترانه بالواو، قياسا على الجملة الاسمية الواقعة بعد إلا، فقد وردت مقترنة بالواو في نحو قوله تعالى: {وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ} وأيضا فقد ورد اقتران هذه الجملة الماضوية بالواو في قول الشاعر:
نعم امرأ هرم لم تعر نائبة ... إلا وكان لمرتاع بها وزرا
(٤) سورة المائدة، الآية: ٨٤، وهذا الذي قاله المؤلف من امتناع الواو مع الفعل المضارع المقترن بلا النافية هو اختيار ابن مالك، ولم يوافقه ابنه بدر الدين على هذا، وذكر أنه يجوز اقتران المضارع المنفي بلا بالواو، ويجوز عدم اقترانه بالواو، ولكن عدم اقترانه بالواو أكثر، ومن وروده مقترنا بالواو قول مسكين الدارمي:
أكسبته الورق البيض أبا ... ولقد كان ولا يدعى لأب
الشاهد فيه: قوله: (ولا يدعى لأب) وادعاء أن الواو زائدة والجملة خبر كان مما لا يتم لإنكار العلماء ذلك. =