أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[سادسها: الأفعال الخمسة]

صفحة 68 - الجزء 1

[سادسها: الأفعال الخمسة]

  الباب السادس: الأمثلة الخمسة⁣(⁣١)، وهي: كلّ فعل مضارع اتّصل به ألف اثنين نحو: تفعلان ويفعلان، أو واو جمع نحو: تفعلون ويفعلون، أو ياء مخاطبة نحو: تفعلين؛ فإنّ رفعها بثبوت النون، وجزمها ونصبها بحذفها نحو: {فَإِنْ لَمْ


= العائد على الممدوح مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله «اليزيد» حيث دخلت «ال» الزائدة على «يزيد» وهو علم موازن للفعل واقع في موقع الجر بإضافة «ابن» إليه، وقد جره الشاعر بالكسرة الظاهرة مع أن فيه العلتين اللتين تقتضيان منعه من الصرف وهما العلمية ووزن الفعل، وهذا يدل على أن الاسم الممنوع من الصرف إذا دخلت عليه الألف واللام كان جره بالكسرة الظاهرة، وأنه لا فرق بين أن تكون «أل» هذه معرفة أو موصولة أو زائدة، والسر في ذلك أن «أل» بجميع أنواعها من خواص الأسماء، وهو إنما منع من الصرف لشبهه بالفعل، فإذا وجد معه ما هو من خصائص الأسماء كأل أو الإضافة فقد بعد شبهه بالفعل الذي اقتضى منع صرفه، فعاد اسما خالصا من شائبة الشبه بالفعل، فأخذ حكم الأسماء المتأصلة في الاسمية.

هذا، وسينشد المؤلف هذا البيت مرة أخرى في أواخر باب المعرف بأداة التعريف.

(١) قالوا: «الأسماء الستة» لأنها ألفاظ معلومة وهي الأب والأخ - الخ، وقالوا: «الأمثلة الخمسة» لأنها ليست ألفاظ أفعال معلومة، وإنما يكنى بها عن كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين أو واو جماعة أو ياء مخاطبة، وألف الاثنين يكون المضارع معها مبدوءا بتاء المضارعة للدلالة على الخطاب نحو «أنتما تكتبان» أو بياء المضارعة للدلالة على الغيبة نحو «الزيدان يكتبان» وواو الجماعة يكون المضارع معها كذلك مبدوءا بالتاء نحو «أنتم تكتبون» أو بالياء نحو «الزيدون يكتبون» أما ياء المؤنثة المخاطبة فلا يكون المضارع معها إلا مبدوءا بالتاء نحو «أنت تكتبين» فمن هنا كانت الأمثلة خمسة، لكنك لو تدبرت وجدت المضارع المسند إلى ألف الاثنين يتنوع إلى نوعين الأول أن يكون الاثنان مذكرين نحو «أنتما تكتبان يا زيدان» ونحو «الزيدان يكتبان» والثاني أن يكون الاثنان مؤنثتين نحو «أنتما يا هندان تكتبان» ونحو «الهندان تكتبان» فالأمثلة ستة على التفصيل وخمسة على الإجمال الذي يجعل الاثنين نوعا واحدا، ولهذا عبر المؤلف في بعض مؤلفاته بالأمثلة الستة نظرا إلى التفصيل، وعبر هنا بالأمثلة الخمسة نظرا للإجمال.