أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[سابعها: الفعل المضارع المعتل الآخر]

صفحة 69 - الجزء 1

  تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا}⁣(⁣١)، وأما {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ}⁣(⁣٢)، فالواو لام الكلمة، والنون ضمير النسوة، والفعل مبنيّ مثل: {يَتَرَبَّصْنَ}⁣(⁣٣)، ووزنه يفعلن، بخلاف قولك: «الرّجال يعفون»، فالواو ضمير المذكّرين، والنّون علامة رفع فتحذف نحو: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى}⁣(⁣٤)، ووزنه تفعوا، وأصله تعفووا.

[سابعها: الفعل المضارع المعتل الآخر]

  الباب السابع: الفعل المضارع المعتل الآخر، وهو: ما آخره ألف كيخشى⁣(⁣٥)، أو ياء كيرمي، أو واو كيدعو؛ فإنّ جزمهن بحذف الآخر، فأما قوله:


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٤

(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٣٧

ثم أنت إذا أسندت «يكتب» إلى نون النسوة قلت «يكتبن» فتسكن آخر الفعل وتلحق به نون النسوة، ونظير ذلك «يعفو» فإنك حين تسنده إلى هذه النون تقول «النسوة يعفون» فتسكن الواو التي هي لام الفعل، وتلحق به نون النسوة. وإذا أسندت «يكتب» إلى واو الجماعة قلت: «الرجال يكتبون» فتزيد واو الجماعة ونون الرفع، فإذا أسندت «يعفو» إلى واو الجماعة قلت: «الرجال يعفون» وأصله «يعفوون» بواوين أولاهما مضمومة وثانيتهما ساكنة ونون الرفع على مثال يكتبون ولكن الواو التي هي اللام يستثقل عليها الضم فتحذف هذه الضمة فيجتمع واوان ساكنان فيحذف أولهما والفرق بين قولك:

«الرجال يعفون» وقولك: «النساء يعفون» من أربعة أوجه، الأول: أن لام الكلمة محذوفة في العبارة الأولى لعلة تصريفية اقتضت ذلك، وهي إرادة التخلص من التقاء الساكنين وموجودة في العبارة الثانية، والوجه الثاني: أن النون في العبارة الأولى علامة الرفع كالضمة، وهي في العبارة الثانية ضمير جمع الإناث وهي الفاعل، والوجه الثالث: أن الواو الموجودة في العبارة الأولى كلمة مستقلة وهي ضمير جمع الذكور، وهي في العبارة الثانية جزء من الكلمة هي لامها، والوجه الرابع: وهو أثر الوجه الثاني - أن النون في العبارة الأولى تسقط إذا نصب الفعل أو جزم، لأنها علامة الرفع، وهي في العبارة الثانية لا تسقط إذا دخل على الفعل ناصب أو جازم، لأنها الفاعل، والفاعل لا يحذف.

(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٢٨

(٤) سورة البقرة، الآية: ٢٣٧

(٥) المدار في اعتبار آخره ألفا أو ياء على النطق، أما كتابة الألف ياء في يخشى فلكونها رابعة، ولهذا سر تعرفه في علم رسم الحروف «الإملاء».