أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: في ذكر معاني الحروف.]

صفحة 35 - الجزء 3

  {نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ}⁣(⁣١).

  والتاسع: البدل، كقول بعضهم: (ما يسرّني أنّي شهدت بدرا بالعقبة) أي:

  بدلها.

  والعاشر: الاستعلاء، نحو: {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ}⁣(⁣٢)، أي: على قنطار.

  والحادي عشر: السّببية، نحو: {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ}⁣(⁣٣).

  والثاني عشر: التّأكيد، وهي الزائدة، نحو: {وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً}⁣(⁣٤)، ونحو:

  {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}⁣(⁣٥)، ونحو: (بحسبك درهم)، ونحو: (زيد ليس بقائم)⁣(⁣٦).

[لفي ستة معان]

  ول (في) ستة معان:

  (١) الظرفية حقيقة مكانيّة أو زمانية، نحو: {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ}⁣(⁣٧)، ونحو:

  {فِي بِضْعِ سِنِينَ}⁣(⁣٨).

  أو مجازية، نحو: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ}⁣(⁣٩).


(١) سورة القمر، الآية: ٤٣.

(٢) سورة آل عمران، الآية: ٧٥.

(٣) سورة المائدة، الآية: ١٣.

(٤) سورة النساء، الآية: ٧٩، وزيادة الباء هنا في فاعل كفى.

(٥) سورة البقرة، الآية: ١٩٥، وزيارة الباء هنا في المفعول به.

(٦) زيادة الباء في المثال الأول مع المبتدأ وفي المثال الثاني مع خبر ليس.

(٧) سورة الروم، الآية: ٢.

(٨) سورة الروم، الآية: ٤.

(٩) سورة الأحزاب، الآية: ٢١، واعلم أن الظرفية الحقيقية هي التي يكون الظرف والمظروف فيها من الذوات، فإن كانا جميعا من أسماء المعاني نحو قوله تعالى:

{وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ} أو كان الظرف من أسماء المعاني والمظروف من أسماء الذات نحو قولك (المتقون في رحمة اللّه) أو كان الظرف ذاتا والمظروف معنى كهذه الآية التي تلاها المؤلف كانت الظرفية مجازية.