أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب حروف الجر

صفحة 62 - الجزء 3


= وذكر المناقب لم أستح من ذكر هذا الأخ لكونه ما جدا كريم الأصول، وقد يكون أراد بيوم المشهد يوم الحرب، وأراد بأنه لم يخزه فيه أنه لم ينكل عنه ولم يحجم عن لقاء الأعداء معه.

الإعراب: (أخ) خبر مبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: هو أخ، مرفوع بالضمة الظاهرة (ماجد) نعت الأخ مرفوع بالضمة الظاهرة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يخزني) يخز:

فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، هذا إذا قرأته بضم ياء المضارعة من ذي الهمزة، فإن قرأته بفتح ياء المضارعة فعلامة جزمه حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى أخ، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب، وجملة الفعل المضارع المجزوم بلم مع فاعله ومفعوله في محل رفع صفة ثانية لأخ (يوم) ظرف زمان منصوب بيخزي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ويوم مضاف و (مشهد) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (كما) الكاف حرف تشبيه وجر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وما: حرف كافّ مبني على السكون لا محل له من الإعراب (سيف) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وسيف مضاف و (عمرو) مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة (لم) حرف نفي وجزم وقلب و (تخنه) تخن: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وضمير الغائب العائد إلى سيف عمرو مفعول به لتخن مبني على الضم في محل نصب (مضاربه) مضارب: فاعل تخن مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى سيف عمرو مضاف إليه مبني على الضم في محل جر، وجملة الفعل المضارع الذي هو تخن وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو سيف عمرو.

الشاهد فيه: قوله: (كما سيف عمرو) فإن الكاف حرف جر، و (ما) كافة لها عن عمل الجر، و (سيف) مبتدأ، وجملة (لم تخنه مضاربه) في محل رفع خبر المبتدأ كما اتضح ذلك في إعراب البيت.

ومثل هذا البيت قول عمرو بن حكيم بن معية:

ولو جاورتنا العام سمراء لم نبل ... على جدبنا ألّا يصوب ربيع

لقد علمت سمراء أنّ حديثها ... نجيع، كما ماء السّماء نجيع

والشاهد فيهما قوله: (كما ماء السماء نجيع) فإن الكاف جارة، وقد اتصلت بها (ما) فكفتها عن عمل الجر، وما بعدها جملة من مبتدأ وخبر. =