أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تدخل أل على المضاف إضافة لفظية في خمس مسائل]

صفحة 83 - الجزء 3

  والدليل على أنّها لا تفيد تخصيصا أن أصل قولك (ضارب زيد): ضارب زيدا؛ فالاختصاص موجود قبل الإضافة، وإنما تفيد هذه الإضافة التخفيف، أو رفع القبح.

  أما التخفيف، فبحذف التنوين الظاهر، كما في (ضارب زيد)، و (ضاربات عمرو) و (حسن وجهه)، أو المقدّر، كما في (ضوارب زيد) و (حواجّ بيت اللّه)، أو نون التثنية، كما في (ضاربا زيد)، أو الجمع، كما في (ضاربو زيد).

  وأمّا رفع القبح، ففي نحو: (مررت بالرّجل الحسن الوجه)؛ فإن في رفع (الوجه) قبح خلوّ الصفة من ضمير، يعود على الموصوف، وفي نصبه قبح إجراء وصف القاصر، مجرى وصف المتعدّي، وفي الجر تخلص منهما. ومن ثمّ امتنع (الحسن وجهه)، لانتفاء قبح الرفع، ونحو: (الحسن وجه) لانتفاء، قبح النّصب؛ لأنّ النّكرة تنصب على التمييز.

  وتسمّى الإضافة في هذا النّوع لفظيّة؛ لأنّها أفادت أمرا لفظيا، وغير محضة؛ لأنها في تقدير الانفصال.

[فصل: تدخل أل على المضاف إضافة لفظية في خمس مسائل]

  فصل: تختص الإضافة اللفظية بجواز دخول (أل) على المضاف في خمس مسائل:

  إحداها: أن يكون المضاف إليه بأل، ك (الجعد الشّعر) وقوله:

  [٣١٩] -

  شفاء، وهنّ الشّافيات الحوائم


= بجر النكرات، فدل دخول رب على اسم الفاعل هذا على أنه لم يستفد من إضافته إلى الضمير تعريفا، إذ لو استفاده لم تدخل عليه (رب).

[٣١٩] - هذا الشاهد من كلام الفرزدق، يقوله حين خرج قتيبة بن مسلم الباهلي على سليمان بن عبد الملك وخلع طاعته، فقتله وكيع بن حسان بن قيس، وبعث برأسه إلى سليمان، والذي ذكره المؤلف ههنا هو عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

أبأنا بهم قتلى، وما في دمائهم

اللغة: (أبأنا) معناه جعلناهم بواء، أي: عوضا ومقابلة، وذلك إنما يكون عند الأخذ =