أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تدخل أل على المضاف إضافة لفظية في خمس مسائل]

صفحة 84 - الجزء 3

  الثانية: أن يكون مضافا لما فيه (أل)، ك (الضّارب رأس الجاني)، وقوله:

  [٣٢٠] -

  لقد ظفر الزّوّار أقفية العدى

  الثالثة: أن يكون مضافا إلى ضمير ما فيه (أل) كقوله:


= بالثأر، و (الحوائم) جمع حائمة، وهي التي تحوم حول الماء من العطش.

المعنى: يقول: أخذنا بثاراتنا عند من كانت لنا عندهم ثارات، وقتلنا منهم مقتلة عظيمة بمن كانوا قد قتلوه من قومنا، وليس في دم الذين قتلناهم شفاء لحرارة قلوبنا ولا عج أحزاننا؛ لأنهم غير أكفاء لمن قتلوا من قومنا، وإن القتل وأخذ الثأر إنما يقصد بهما شفاء غيظ الصدور والذهاب بحرارة الألم على من يفقد.

الإعراب: (أبأنا) فعل وفاعل (بهم) جار ومجرور متعلق بأباء (قتلى) مفعول به لأباء (وما) الواو واو الحال، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ما: نافية (في دمائهم) الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، ودماء مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه (شفاء) مبتدأ مؤخر، مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال (وهن) الواو للحال أيضا، هن: ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الشافيات) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (الحوائم) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال.

الشاهد فيه: قوله (الشافيات الحوائم) حيث أضاف الاسم المقترن بأل لكون المضاف إليه مقترنا بها مع كون المضاف وصفا.

ومثل بيت الفرزدق (رقم ٣١٩) قول الأعشى:

علقم ما أنت إلى عامر ... النّاقض الأوتار والواتر

ومثله قوله الأعشى أيضا:

الضّاحك السّنّ على همّه ... والغافر العثرة للعاثر

ومثله قول جرير بن عطية:

فإن تك كلبا من كليب فإننّي ... من الدّارميّين الطوال الشّقاشق

[٣٢٠] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

بما جاوز الآمال ملأسر والقتل

اللغة: (ظفر) معناه فاز، و (الزوار) جمع زائر، و (أقفية) جمع قفا، وهو مؤخر العنق، =