أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 86 - الجزء 3

  [٣٢١] -

  الودّ أنت المستحقّة صفوه


= الإعراب، القتل: معطوف على الأسر مجرور بالكسرة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله (الزوار أقفية العدى) حيث أضاف الاسم المقترن بأل، والذي جوز هذه الإضافة كون المضاف وصفا وكون المضاف إليه مضافا إلى مقترن بأل.

ومثل هذا البيت (رقم ٣٢٠) قول حسان بن ثابت الأنصاري:

متاريك أذناب الأمور إذا اعترت ... أخذنا الفروع واجتثثنا أصولها

[٣٢١] - وهذا الشاهد أيضا من الشواهد التي لم يتيسر لي الوقوف على نسبتها إلى قائل معين، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من الكامل، وعجزه قوله:

منّي، وإن لم أرج منك نوالا

اللغة: (الود) بضم الواو أو فتحها أو كسرها - المحبة، وتقول: وددت الرجل أوده - من باب علم يعلم - إذا أحببته (المستحقة) التي تستوجب بما اشتملت عليه من صفات وممادح (صفوه) صفو الشيء - بفتح الصاد وسكون الفاء - خالصه ولبابه (أرج) مضارع (رجا الشيء يرجو رجاء ورجاوة) إذا أمله وطمع فيه (نوالا) أي عطاء، ومثله النائل.

المعنى: أنت - دون سائر الناس - التي تستوجبين خالص محبتي ولباب مودتي، بما أودعك اللّه تعالى من محاسن، وبما شغف قلبي بك، وإني لأمنحك هذه المحبة الخالصة وإن أكن على يقين من أنك لا تمنين علي بما يكافئ ذلك كله، فلا مطمع لي في شيء مما يطمع فيه المحبون.

الإعراب: (الود) مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة (أنت) ضمير منفصل مبتدأ ثان مبني على السكون إن اعتبرت التاء ليست جزءا من الضمير على ما هو الراجح، فإن اعتبرت التاء جزءا فهو مبني على الكسر في محل رفع (المستحقة) خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف وصفو من (صفوه) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى الود مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول (مني) جار ومجرور يتعلق بقوله المستحقة (وإن) الواو حرف عطف، والمعطوف عليه محذوف، إن: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب (لم) حرف نفي وجزم وقلب (أرج) فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (منك) جار ومجرور متعلق بقوله أرجو (نوالا) مفعول به لأرجو، وهذه الجملة معطوفة على جملة أخرى محذوفة هي =