هذا باب الإضافة
  الرابعة: أن يكون المضاف مثنّى، كقوله:
  [٣٢٢] -
  إن يغنيا عنّي المستوطنا عدن
= أولى بالحكم الذي هو استحقاقها للود من هذه الجملة المذكورة، وتقدير الكلام: إن رجوت منك نوالا وإن لم أرج منك نوالا، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.
الشاهد فيه: قوله (المستحقة صفوه) حيث أضاف الاسم المقترن بأل، وهو قوله المستحقة، لكونه وصفا مع كون المضاف إليه مضافا إلى ضمير يعود إلى ما فيه أل وهو الود.
[٣٢٢] - وهذا الشاهد من الشواهد التي لم نقف على نسبتها إلى قائل معين، والذي ذكره المؤلف هو صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
فإنّني لست يوما عنهما بغني
اللغة: (يغنيا عني) أراد يستغنيا ولا تكون بهما حاجة إلى معونتي (المستوطنا عدن) اللذان اتخذا عدنا وطنا وموضع إقامة، وعدن - بفتح العين والدال جميعا - بلد باليمن، وذكر في محيط الفيروزآبادي أنها جزيرة باليمن (بغني) الغني: المستغني، وهو الوصف من غني يغنى - بوزن رضي يرضى.
المعنى: إن يكن هذان الشخصان اللذان اتخذا عدنا موطن إقامة قد استغنيا عني، ولم تعد بهما حاجة إلى معونتي؛ فإنني دائم الحاجة إليهما ولست مستغنيا عنهما قط.
الإعراب: (إن) حرف شرط جازم يجزم فعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يغنيا) فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بأن وعلامة جزمه حذف النون، وألف الاثنين فاعله مبني على السكون في محل رفع (عني) جار ومجرور متعلق بقوله يغنيا (المستوطنا) بدل من ألف الاثنين - تخريجا على اللغة الفصحى - مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى، وهو مضاف و (عدن) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (فإنني) الفاء حرف واقع في جواب الشرط مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، إن: حرف توكيد ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والنون الثالثة حرف يلحق الأفعال والحروف عند اتصاله بياء المتكلم لوقاية أواخرها من الكسر، وياء المتكلم اسم إن مبني على السكون في محل نصب (لست) ليس: فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، وتاء المتكلم اسمه مبني على الضم في محل رفع (يوما) ظرف زمان متعلق بقوله غني الآتي منصوب بالفتحة الظاهرة =