هذا باب الإضافة
  الخامسة: أن يكون جمعا اتّبع سبيل المثنى، وهو جمع المذكر السالم، فإنه يعرب بحرفين، ويسلم فيه بناء الواحد ويختم بنون زائدة، تحذف للإضافة، كما أن المثنّى كذلك، كقوله:
  [٣٢٣] -
  ليس الأخلّاء بالمصغي مسامعهم
= (عنهما) جار ومجرور متعلق بغني أيضا (بغني) الباء حرف جر زائد، غني: خبر ليس، وجملة ليس واسمه وخبره في محل رفع خبر إن، وجملة إن واسمها وخبرها في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد فيه: قوله (المستوطنا عدن) حيث أضاف الاسم المقترن بأل إلى اسم ليس مقترنا بها وهو عدن، وساغ ذلك لكون المضاف وصفا دالّا على مثنى.
وفي قوله (يغنيا المستوطنا عدن) شاهد آخر، وذلك حيث ألحق الفعل علامة التثنية مع كونه رافعا لاسم ظاهر مثنى، وذلك على لغة أكلوني البراغيث - وقد سبق ذكره أثناء شرحنا في باب الفاعل.
[٣٢٣] - لم أقف لهذا الشاهد أيضا على نسبة إلى قائل معين، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
إلى الوشاة ولو كانوا ذوي رحم
اللغة: (الأخلاء) جمع خليل، وهو الصديق، وفي القرآن الكريم: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} (بالمصغي) المصغي: جمع مصغ، وهو اسم الفاعل من (أصغى فلان إلى حديث فلان) إذا أمال أذنه إليه وأنصت له ولم ينحرف عنه (مسامعهم) المسامع: جمع مسمع، وأصله مكان السمع، وأراد الآذان (الوشاة) جمع واش، وهو الذي يسعى بين المحبين لإفساد قلوبهم.
المعنى: يقول: ليس الأصدقاء الباقون على ودادهم بالقوم الذين يصغون إلى كلام الوشاة الساعين بالإفساد بينهم، ولو كان هؤلاء الوشاة من ذوي رحمهم، ومحل الثقة من نفوسهم.
الإعراب: (ليس) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (الأخلاء) اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة (بالمصغي) الباء حرف جر زائد مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، المصغي: خبر ليس، وهو مضاف ومسامع من (مسامعهم) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، ومسامع مضاف وضمير =