أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 94 - الجزء 3


=

طول اللّيالي أسرعت في نقضي ... طوين طولي وطوين عرضي

اللغة: (لا يحمل بعضي بعضي) أراد أنه ضعيف لا قوة عنده، وأن قدميه لا تستطيعان حمل سائر جسده (منفها) ضعيفا (النقض) بكسر النون وسكون القاف - الشيء المنقوض مثل الحمل بمعنى المحمول، يريد أنه يسير متخلخل الأعضاء غير متماسك (أسرعت في نقضي) النقض هنا: مصدر قولك (نقضت البناء والحبل والعهد ونحوها) من باب نصر - ومعناه الهدم في البناء وضد الإبرام في الحبل والعهد، وكني بإسراع الليالي في ذلك عن أنه تهدم قبل أن يأتي عليه السن المعتاد فيه ذلك، ويروى (مر الليالي) وهو مرورها ليلة بعد ليلة، ويروى (أرى الليالي أسرعت) ومن عادة العرب أن ينسبوا الحوادث إلى الليالي وإلى الأيام وإلى الدهر، قال أبو النجم:

ميّز عنه قنزعا عن قنزع ... جذب الّليالي أبطئي أو أسرعي

وقال الآخر:

يا دار ما فعلت بك الأيّام ... ضامتك، والأيّام ليس تضام

وقال أبو صخر الهذلي:

عجبت لسعي الدّهر بيني وبينها ... فلمّا انقضى ما بيننا سكن الدّهر

الإعراب: (طول) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (الليالي) مضاف إليه، مجرور بكسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل (أسرعت) أسرع: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والتاء حرف دال على تأنيث المسند إليه، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى طول الليالي، وستعرف وجهه في بيان الاستشهاد، وجملة أسرعت مع فاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ (في) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (نقضي) نقض: مجرور بفي وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم، والجار والمجرور متعلق بأسرع. ونقض مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر.

الشاهد فيه: قوله (طول الليالي أسرعت) حيث أعاد الضمير مؤنثا في قوله:

(أسرعت) على مذكر وهو قوله: (طول) والذي جوز ذلك كون المرجع مضافا إلى مؤنث، والمضاف مع المضاف إليه كالشئ الواحد، فكأن المضاف مؤنث، ولا يقال إن الضمير عائد إلى المضاف إليه وحده؛ فإن ذلك خلاف الأصل. =