هذا باب الإضافة
  ومن الثاني قوله:
  [٣٢٥] -
  إنارة العقل مكسوف بطوع هوى
= ومثل هذا البيت قول الشاعر:
إذا بعض السّنين تعرّقتنا ... كفى الأيتام موت أبي اليتيم
وقول الآخر، وهو ابن أحمر، وأنشده في اللسان (ز ب ر):
ولهت عليه كلّ معصفة ... هيفاء ليس للبّها زبر
وقول الفرزدق همام بن غالب يهجو الأخطل وقومه:
أتي الفواحش عندهم معروفة ... ولديهم ترك الجميل جميل
[٣٢٥] - لم أجد أحدا نسب هذا الشاهد إلى قائل معين، ورأيت من يذكر أنه مصنوع، وأنه لبعض المولدين، وهذا الذي ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا
اللغة: (إنارة) هو في الأصل مصدر قولك: (أنار القمر ونحوه) إذا أضاء (العقل) هو الغريزة التي بها يدرك الإنسان الأشياء (مكسوف) هو الوصف من قولك: (كسفت الشمس) بالبناء للمجهول - إذا ذهب نورها وزال ضوءها باعتراض القمر بينها وبين الأرض (بطوع هوى) طوع - بفتح الطاء وسكون الواو - أي الطاعة والانقياد، والهوى - بفتح أوله مقصورا - شهوة النفس وميلها إلى ما تحبه، وأراد بسبب انطلاقه وراء شهوات نفسه الموبقة.
المعنى: يقول: إذا جرى الإنسان وراء شهوات نفسه، وانطلق خلف أغراضه ضعف عقله الذي به يدرك الأشياء، وغطى على نوره الرباني الذي تفيضه عليه الطاعة ومخالفة النفس.
الإعراب: (إنارة) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (العقل) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (مكسوف) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (بطوع) جار ومجرور متعلق بمكسوف، وطوع مضاف و (هوى) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر (وعقل) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، عقل: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وعقل مضاف، و (عاصي) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وعاصي مضاف و (الهوى) مضاف إليه، مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهور التعذر (يزداد) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير =