[من الأسماء ما تجب إضافته إلى الجمل الفعلية خاصة]
[من الأسماء ما تجب إضافته إلى الجمل الفعلية خاصة]
  ومنها: ما يختصّ بالجمل الفعلية، وهو (لمّا)، عند من قال باسميتها(١)، نحو: (لمّا جاءني أكرمته) و (إذا)، عند غير الأخفش والكوفيين(٢)، نحو: {إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ}(٣)، وأما نحو: {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ}(٤)، فمثل: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ}(٥)، وأمّا قوله:
= والتزم أن (حيث) لا تضاف إلا إلى جملة، وروى (ليّ) بالرفع، نعم الاحتمال في الصدر أقرب؛ إذ لا يلزم عليه تغيير في ضبط الشاهد، وبعضهم ينشد صدر البيت:
ونطعنهم تحت الحبا بعد ضربهم
وعلى هذه الرواية لا يجري ما ذكرناه في صدر البيت.
(١) قال باسمية لمّا ابن السراج، وأبو علي الفارسي، وأبو الفتح بن جني، والشيخ عبد القاهر الجرجاني، وجماعة، وقالوا: هي ظرف، ثم اختلفوا في بيان ما هي بمعناه من الظروف، فقال قوم: هي بمعنى حين، وقال ابن مالك: هي بمعنى إذ، وعبارة ابن مالك أدق لأن (لما) تختص بالفعل بالماضي كما أن إذ تختص بالماضي على ما تقدم بيانه، وذهب شيخ النحاة سيبويه إلى أن (لما) حرف يدل على وجود الشيء لوجود غيره.
(٢) زعم الكوفيون والأخفش أن (إذا) لا تختص بالإضافة إلى الجملة الفعلية، واستدلوا بظاهر قوله تعالى: {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ} وقوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} وهاتان الآيتان مؤولتان بتقدير فعل مماثل للفعل المتأخر مفسر به كما ذكره المؤلف.
واعلم أن (إذا) قد يكون شرطها وجوابها فعلين بصيغة الماضي نحو قوله تعالى: {وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ} وقد يكونان بصيغة المضارع نحو قوله سبحانه: {إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ} وقد يكون الشرط بصيغة الماضي والجواب بصيغة المضارع نحو قوله تعالى: {وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} وقد يكون الشرط بصيغة المضارع والجواب بصيغة الماضي نحو قوله تعالى:
{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا} وقد يكون الشرط بصيغة الماضي والجواب بصيغة الأمر نحو قوله جل شأنه: {إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}.
(٣) سورة الطلاق، الآية: ١.
(٤) سورة الانشقاق، الآية: ١.
(٥) سورة التوبة، الآية: ٦، وقد مضى في باب الاشتغال الكلام على هذه الآية الكريمة وما ماثلها، وسنتعرض لبعضه في شرح الشاهد ٣٣٣.