أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإضافة

صفحة 121 - الجزء 3

  وقوله:

  [٣٣٦] -

  على حين يستصبين كلّ حليم


[٣٣٦] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

لأجتذبن منهنّ قلبي تحلّما

اللغة: (لأجتذبن) هو مضارع مقترن بلام القسم ونون التوكيد الخفيفة، وماضيه اجتذب، تقول: جذب الشيء يجذبه - من باب ضرب - واجتذبه، وذلك إذا مده نحو نفسه (تحلما) التحلم: أن تتكلف الحلم وتتصنعه، والمراد بالحلم الذي يتكلفه النزوع عن الصبوة والكف عن الميل إلى الشهوات (يستصبين) فسره العيني والسيوطي على أنه مضارع ماضيه قولهم: استصبيت فلانا، إذا عددته في الصبيان، وليس ذلك بشيء، ولكنه بمعنى يملن به إلى الصبوة واللهو، وتقول: أصبت المرأة الرجل، وتصبّته، واستصبته، إذا أمالته إلى دواعي الصبوة واللهو (حليم) الحليم: العاقل.

المعنى: يقول: إنه سيجتذب قلبه من هؤلاء النسوة، ويتخلص من محبتهن، تصنعا للعقل والحكمة، في الوقت الذي لهن فيه من المكنة ما يملن به كل عاقل.

الإعراب: (لأجتذبن) اللام واقعة في جواب قسم مقدر، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، أجتذب: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والنون للتوكيد حرف مبني على السكون لا محل له (منهن) من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وضمير الغائبات مبني على الفتح في محل جر بمن، والجار والمجرور متعلق بأجتذب (قلبي) قلب: مفعول به لأجتذب منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وقلب مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (تحلما) مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة (على) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (حين) ظرف زمان مبني على الفتح في محل جر بعلى، والجار والمجرور متعلق بأجتذب (يستصبين) فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة فاعله مبني على الفتح في محل رفع (كل) مفعول به ليستصبي منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف و (حليم) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وجملة الفعل المضارع وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة حين إليها، ولأن هذه الجملة مؤلفة من فعل مضارع مبني =