أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: متى تأتي اتصال الضمير لم يعدل إلى المنفصل]

صفحة 83 - الجزء 1

[فصل: متى تأتي اتصال الضمير لم يعدل إلى المنفصل]

  فصل: القاعدة أنه متى تأتّى اتّصال الضّمير لم يعدل إلى انفصاله⁣(⁣١)؛ فنحو:

  «قمت» و «أكرمتك» لا يقال فيهما: «قام أنا» ولا «أكرمت إياك»، فأما قوله:

  [٢٢] -

  إلا يزيدهم حبّا إليّ هم


= مذهب جماعة من البصريين ومن الكوفيين، واختاره أبو حيان.

وثالثها أن إيا ضمير وما بعدها ضمير أيضا، وقد أضيف أولهما لثانيهما، وهو مذهب الخليل وجماعة، واختاره ابن مالك.

ورابعها أن إيا اسم ظاهر مضاف لما بعده، وما بعده هو الضمير، وهو مذهب الزجاج.

(١) إنما استعمل العرب الضمائر لقصد اختصار الأسماء، فتاء المتكلم مثلا وأنا من الضمائر المنفصلة يستعملان في موضع الاسم العلم الموضوع لمن يدل عليه بهذا الضمير، ولا شك أن الضمير المتصل أشد اختصارا من الضمير المنفصل، وذلك واضح جدا، ولما كان السبب في استعمال الضمير بدل الاسم أو الأسماء الظاهرة قصد الاختصار، وكان الضمير المتصل أشد اختصارا من المنفصل، كان استعمال الضمير المتصل أبلغ في بلوغ القصد، لهذا لم يعدلوا عن استعمال المتصل إلّا عند تعذره.

[٢٢] - هذا عجز بيت من البسيط، وصدره قوله:

وما أصاحب من قوم فأذكرهم

وهذا البيت من قصيدة لزياد بن منقذ العدوي التميمي، يقولها في تذكر أهله والحنين إلى وطنه، وكان قد نزل صنعاء فاستوبأها، وكانت منازل قومه في وادي أشي - بضم الهمزة وفتح الشين وتشديد الياء - بنجد، وأول هذه الكلمة قوله، فيما رواه أبو تمام في الحماسة:

لا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد ... ولا شعوب هوى منّي ولا نقم

وحبّذا حين تمسي الرّيح باردة ... وادي أشيّ وفتيان به هضم

اللغة: «لا حبذا» كلمة تقال عند الذم والهجاء «صنعاء» اسم لموضعين: أحدهما باليمن بينها وبين عدن ثمانية وستون ميلا، وهي قصبة اليمن وأحسن بلادها، وثانيهما قرية بالغوطة من دمشق، والمراد هنا الأول «شعوب» بفتح المعجمة - اسم لبساتين بظاهر صنعاء «نقم» بضم النون والقاف جميعا، أو بفتحهما - اسم لجبل مطل على صنعاء قريب من غمدان «أشيّ» قال ياقوت: «هو موضع بالوشم، والوشم: واد باليمامة فيه نخل، والأشيّ: تصغير الأشاء - بزنة سحاب - الذي هو اسم لصغار النخل، وواحدته أشاءة، وأشيّ: منازل عدي بن الرباب، وقيل: هو للأحمال من بلعدوية» اه. كلامه =