أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النكرة والمعرفة

صفحة 86 - الجزء 1

  فضرورة.

  ومثال⁣(⁣١) ما لم يتأتّ فيه الاتصال أن يتقدم الضمير على عامله، نحو: {إِيَّاكَ


= الشاهد فيه: قوله: «ضمنت إياهم» حيث أتى بالضمير منفصلا حين اضطر إلى إقامة الوزن، ولم يأت به متصلا على ما يقتضيه القياس، ولو أنه أتى به متصلا على ما يقتضيه القياس لقال «قد ضمنتهم الأرض» والإتيان بالضمير منفصلا مع التمكن من الإتيان به متصلا مما لا يسوغ ارتكابه عربية إلّا لضرورة الشعر.

ومثل هذا البيت والبيت السابق قول طرفة بن العبد البكري:

أصرمت حبل الوصل؟ بل صرموا ... يا صاح، بل قطع الوصال هم

(١) ذكر المؤلف موضعين لا يتأتى فيهما المجيء بالضمير المتصل، ويتعين في كل واحد منهما الإتيان بالضمير منفصلا، وقد بقي عليه اثنا عشر موضعا من هذه البابة لم يذكرها، ونحن نذكرها لك تتميما للبحث، وفي وجازة واختصار:

الأول: أن يكون الضمير فاعلا لمصدر أضيف إلى مفعوله، نحو قول الشاعر:

بنصركم نحن كنتم ظافرين، وقد ... أغرى العدى بكم استسلامكم فشلا

وعلى هذا تقول: عجبت من ضرب زيد أنت، فتكون إضافة ضرب لزيد من إضافة المصدر لمفعوله.

الثاني: أن يكون الضمير مفعولا لمصدر أضيف إلى فاعله الظاهر، نحو قولك: عجبت من ضرب زيد إياك، فإن كان فاعل المصدر ضميرا أيضا كانت من المسألة الأولى التي يجوز فيها الأمران.

ومن الموضع الثاني قول الأسود بن يعفر:

أحقّا بني أبناء سلمى بن جندل ... وعيدكم إياي وسط المجالس

الثالث: أن يكون الضمير مرفوعا بصفة جارية على غير من هي له، مطلقا عند البصريين، ومع خوف اللبس عند الكوفيين، على ما تعرفه مفصلا في باب المبتدأ والخبر إن شاء اللّه، نحو زيد عمرو ضاربه هو.

الرابع: أن يكون عامل الضمير محذوفا، نحو قول لبيد بن ربيعة العامري:

فإن أنت لم ينفعك علمك فانتسب ... لعلّك تهديك القرون الأوائل

ونحو قول الآخر:

إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا ... ندمت على التّفريط في زمن البذر

ومن ذلك قول السموأل: =