أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[اسم المصدر، ومتى يعمل؟ ومتى لا يعمل؟]

صفحة 188 - الجزء 3

  وإن كان غيرهما لم يعمل عند البصريين، ويعمل عند الكوفيين والبغداديين، وعليه قوله:

  [٣٦٧] -

  وبعد عطائك المائة الرّتاعا


= مفعول به للمصدر منصوب بالفتحة الظاهرة (أهدى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى رجل (السّلام) مفعول به لأهدى منصوب بالفتحة الظاهرة، والجملة من الفعل الماضي الذي هو أهدى وفاعله المستتر فيه ومفعوله في محل نصب صفة لرجل (تحية) مفعول لأجله عامله أهدى منصوب بالفتحة الظاهرة (ظلم) خبر إن مرفوع بها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: (مصابكم رجلا) حيث أعمل الاسم الدال على المصدر عمل المصدر لكونه ميميا، وهو قوله: (مصاب) بضم الميم - فإنه مصدر ميمي للفعل أصاب، وقد أضافه إلى فاعله وهو كاف المخاطب، ثم نصب به مفعوله وهو قوله:

(رجلا) وكأنه قد قال: إن إصابتكم رجلا، وخبر إن هو قوله: (ظلم) في آخر البيت.

وكان اليزيدي يزعم أن (مصابكم) اسم مفعول به من الإصابة وهو اسم إن، وخبرها هو قوله: (رجل) وأن قوله: (ظلم) خبر مبتدأ محذوف، وكأنه قد قال: إن الذي أصبتموه رجل موصوف بأنه أهدى التحية وذلك ظلم منكم، وهو تكلف غير مرضي المبنى ولا المعنى، وللبيت قصة عند أهل الأدب.

ومثل البيت رقم ٣٦٦ قول كلثوم العتّابي:

أسرّك أني نلت ما نال جعفر ... من العيش أو ما نال يحيى بن خالد

وأن أمير المؤمنين أغصّني ... مغصّهما بالمرهفات البوارد

فإن قوله: (مغصهما) مصدر ميمي فعله أغص وقد أضيف إلى مفعوله.

ومثل قول جرير بن عطية (سيبويه ١/ ١١٩ و ١٦٩)؛

ألم تعلم مسرّحي القوافي ... فلا عيّا بهنّ ولا اجتلابا

فإن (مسرح) مصدر ميمي بمعنى التسريح، وقد أضافه لفاعله وهو الياء ثم جاء بعده بمفعوله وهو القوافي وسكن الياء للضرورة.

[٣٦٧] - هذا الشاهد من كلام القطامي، واسمه عمير بن شييم - بزنة التصغير فيهما - من كلمة يمدح فيها زفر بن الحارث الكلابي، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الوافر، وصدره قوله: =