هذا باب إعمال اسم الفاعل
  وقال:
  [٣٧٥] -
  أتاني أنّهم مزقون عرضي
=
حتّى شآها كليل موهنا عمل ... باتت طرابا وبات اللّيل لم ينم
جعل قوله (كليل) صيغة مبالغة، وقوله (موهنا) منصوبا بكليل، واعترضه قوم بأن الموهن ظرف زمان، وادعى ابن هشام لتصحيح كلام سيبويه - مع تسليمه بأنه ظرف زمان أنه مفعول به على حد قولهم (أتعبت يومك).
[٣٧٥] - هذا الشاهد من كلام زيد الخيل، وهو الذي سماه النبي ﷺ زيد الخير، وما ذكره المؤلف صدر بيت من الوافر، وعجزه قوله:
جحاش الكرملين لها فديد
اللغة: (مزقون) جمع مزق - بفتح فكسر - وهو صيغة المبالغة لمازق الذي هو اسم فاعل من المزق، وأصله شق الثوب ونحوه، ويستعمل في مزق العرض على المجاز (الجحاش) جمع جحش (الكرملين) تثنية كرمل - بكسرتين بينهما سكون - وهو ماء بجبل من جبلي طيئ (الفديد) الصوت.
المعنى: يقول عن قوم توعدوه بالشر: بلغني أنهم يثلبونني وينالون مني، ويقطعون عرضي شتما وسبابا، ثم أخبره عنهم أنهم عنده بمنزله حمير موضع بعينه سماه الكرملين، وأن حديثهم عنه يشبه ما تحدثه هذه الحمير من الصياح والجلبة عند ورود الماء.
الإعراب: (أتاني) أتى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب (أنهم) أن: حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وضمير الغائبين اسمه مبني على السكون في محل نصب (مزقون) خبر أن مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم (عرضي) عرض: مفعول به لمزقون منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مرفوع فاعل أتى (جحاش) خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هم جحاش، مرفوع بالضمة الظاهرة، وجحاش مضاف و (الكرملين) مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى (لها) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (فديد) مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة، وجملة المبتدأ المؤخر وخبره المقدم عليه في =