هذا باب التعجب
  [٣٨٠] -
  ربيعة خيرا ما أعفّ وأكرما
= الشاهد رقم ٣٨١ وهو
أعزز بنا وأكف
وثانيهما أنه لو كان قد استتر في الفعل بعد حذف الباء لوجب إبرازه لو كان مثنى أو جمعا أو كان لمفردة مؤنثة، لكنه لم يبرز في شيء من ذلك.
[٣٨٠] - ينسب هذا الشاهد إلى أمير المؤمنين أبي الحسنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه! يقوله من كلمة يمدح فيها ربيعة على ما أبلت معه يوم صفين، وما ذكره المؤلف عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
جزى اللّه عنّي والجزاء بفضله
اللغة: (جزى) تقول: جزيت فلانا بما صنع أجزيه - من باب ضرب - جزاء - وجازيته مجازاة، إذا كافأته، وقد تذكر المجزي به فيتعدى إليه الفعل بنفسه أيضا، تقول:
جزيت فلانا خيرا، وما في بيت الشاهد من هذا القبيل (والجزاء بفضله) الجزاء:
المكافأة، والفضل: الإحسان (ما أعف) تعجب من شدة عفتهم عن الدنيا، وهو يريد عفتهم عن المغانم وأسلاب القتلى، وهو من أعظم ما يتمدح به، انظر إلى قول عنترة بن شداد العبسي:
ينبئك من شهد الوقيعة أنّني ... أغشى الوغى وأعفّ عند المغنم
الإعراب: (جزى) فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر (اللّه) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (عني) جار ومجرور متعلق بجزى (والجزاء) الواو واو الحال، الجزاء: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (بفضله) الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وفضل مضاف والضمير مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال (ربيعة) مفعول أول لجزى منصوب بالفتحة الظاهرة (خيرا) مفعول. ثان لجزى منصوب بالفتحة الظاهرة (ما) تعجبية مبتدأ مبني على السكون في محل رفع (أعف) فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره هو يعود إلى ما التعجبية، وله مفعول محذوف، وتقديره: ما أعفهم وأكرمهم، وجملة فعل التعجب وفاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو ما التعجبية (وأكرما) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، أكرم: معطوف على أعف السابق، والألف المتصلة به ألف الإطلاق.
الشاهد فيه: قوله (ما أعف وأكرما) حيث حذف مفعول فعل التعجب لأنه ضمير يدل =