هذا باب النكرة والمعرفة
  وإن كان فعلا ناسخا نحو: «خلتنيه» فالأرجح عند الجمهور الفصل، كقوله
  [٢٦] -
  أخي حسبتك إيّاه
= فمثاله هذا البيت المستشهد به، وما سننشده من بيت قيس وقول جحدر وما أنشدناه من قول التميمي، وأما اسم الفاعل فمثاله قول الشاعر:
لا ترج أو تخش غير اللّه، إنّ أذى ... واقيكه لا ينفكّ مأمونا
الشاهد في قوله: «واقيكه» حيث وصل الضميرين والأول منهما كاف المخاطب والثاني هاء الغائب التي تعود إلى أذى.
ونظير البيت الشاهد قول قيس بن الملوح:
تضعّفني حبّيك حتّى كأنني ... من الأهل والمال التّلاد خليع
ومثله قول جحدر أحد لصوص العرب (معجم البلدان ٣/ ٢٩).
على قلائص قد أفنى عرائكها ... تكليفناها عريضات الفلا زورا
ومثله قول الأخطل (أنشده ابن هشام في السيرة ٢/ ٤٠١):
وتكلفناها كلّ طامسة الصّوى ... شطون ترى حرباءها يتململ
[٢٦] - هذه قطعة من بيت من البسيط، وهو بتمامه:
أخي حسبتك إيّاه، وقد ملئت ... أرجاء صدرك بالأضغان والإحن
ولم أعثر لهذا البيت على نسبة إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق.
اللغة: «حسبتك إياه» ظننت أنك أخي «أرجاء» جمع رجا بزنة عصا - وهو الناحية «الأضغان» جمع ضغن - بكسر الضاد وسكون الغين المعجمتين، بزنة حمل وأحمال - وهو الحقد «الإحن» بكسر الهمزة وفتح الحاء المهملة - جمع إحنة - بكسر فسكون - وهي الحقد أيضا، فالعطف للتفسير.
المعنى: لقد كنت أظنك أخي الذي يأخذ بناصري ويدفع عني عوادي الدهر، ولكني وجدت صدرك ممتلئا بالأحقاد مليئا بالضغينة والغل.
الإعراب: «أخي» أخ: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وأخ مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «حسبتك» حسب: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله، وضمير المخاطب مفعوله الأول «إياه» مفعول ثان لحسب، وجملة الفعل وفاعله ومفعوليه في محل رفع خبر المبتدأ، ويجوز أن يكون «أخي» مفعولا لفعل محذوف يفسره ما بعده، فهو حينئذ من باب الاشتغال «وقد» الواو واو الحال، وقد: حرف تحقيق «ملئت» فعل ماض مبني للمجهول، والتاء علامة على تأنيث المسند إليه «أرجاء» نائب فاعل، =