أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[هما فعلان عند البصريين، واسمان عند الكوفيين]

صفحة 242 - الجزء 3

  وأما الجامد والذي لا يتفاوت معناه، فلا يتعجّب منهما البتة.

هذا باب نعم وبئس

[هما فعلان عند البصريين، واسمان عند الكوفيين]

  وهما فعلان عند البصريين والكسائي؛ بدليل (فبها ونعمت)⁣(⁣١)، واسمان عند باقي الكوفيين؛ بدليل⁣(⁣٢) (ما هي بنعم الولد)⁣(⁣٣)، جامدان، رافعان لفاعلين معرّفين بأل


(١) هذه قطعة من حديث شريف رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد وهو بتمامه:

«من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل» وأكثر أهل الحديث يروونه «فبهاء ونعمة» والبهاء - بفتح الباء ممدودا - بمعنى الحسن، وتقدير الكلام: من توضأ يوم الجمعة فله بهاء - أي حسن - ونعمة.

(٢) هذه كلمة لأعرابي يقولها وقد أخبر بأن امرأته ولدت له بنتا، ويروى أنه قال: (واللّه ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء، وبرها سرقة).

(٣) هذا الذي ذكره المؤلف من الخلاف على الصورة التي شرحها هو إحدى طريقين للنحاة، وهي التي يصرح بها ابن مالك في قوله:

فعلان غير متصرفين

نعم وبئس، إلخ، وهي المشهورة في كتب النحو، وذكر ابن عصفور طريقة أخرى لتحرير الخلاف بين العلماء، فقال: لم يختلف أحد من البصريين والكوفيين في أن نعم وبئس فعلان، وإنما الخلاف بين البصريين والكوفيين فيهما بعد إسنادهما إلى الفاعل، فذهب البصريون إلى أنهما فعلان كما كانا قبل الإسناد، والاسم المحلى بأل أو المضاف إلى المحلى بأل الواقع بعد أحدهما فاعل، فنعم الرجل: جملة فعلية. وكذلك: بئس الرجل، وذهب الكسائي إلى أن قولك (نعم الرجل)، ومثله قولك (بئس الرجل) اسمان محكيان صارا اسما واحدا بمنزلة قولك (تأبط شرا) وقولك (ذرى حبا) وقولك (شاب قرناها) فقولك (نعم الرجل) قد صار اسم جنس واحد في قوة قولك الممدوح، وقولك (بئس الرجل) قد صار اسم جنس واحدا بمنزلة قولك المذموم، ونظير ذلك ما قاله بعض النحويين من أن (حبذا) قد ركب صدره وهو حب مع عجزه وهو ذا، وصار مجموعهما اسما واحدا بمعنى الممدوح، وذهب الفراء إلى أن الأصل في قولك (نعم الرجل زيد): رجل نعم الرجل زيد، والأصل في قولك (بئس الرجل عمرو) رجل بئس الرجل عمرو، وحذف الموصوف - وهو رجل أقيمت الصفة مقامه وهي جملة (نعم =