[هما فعلان عند البصريين، واسمان عند الكوفيين]
  الجنسية، نحو: {نِعْمَ الْعَبْدُ}(١)، و {بِئْسَ الشَّرابُ}(٢)، أو بالإضافة إلى ما قارنها، نحو: {وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ}(٣) {فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}(٤)، أو إلى مضاف لما قارنها، كقوله:
  [٣٨٣] -
  فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب
= الرجل) أو جملة (بئس الرجل) فأخذت الصفة مقام الموصوف وأعربت الإعراب الذي كان للموصوف، فنعم الرجل: مبتدأ، وزيد: خبر هذا المبتدأ، ومذهب الفراء هذا قريب من مذهب الكسائي الذي تقدم، لأن كلّا منهما جعل ما كان جملة - وهو نعم وفاعله أو بئس وفاعله - اسما واحدا.
ويرد مذهب الكسائي والفراء جميعا أنه لو صح ما ذهبا إليه من التركيب لجاز أن يقع هذا المركب موقع المبتدأ وأن يخبر عنه بما تشاء من الأخبار فتقول: (نعم الرجل قائم) أو (نعم الرجل مسافر) مثلا، ولكان يصح أن يقع اسما للنواسخ فتقول (كان نعم الرجل غائبا) أو تقول (ظننت نعم الرجل حاضرا) كما هو شأن كل مبتدأ، لكنا وجدناهم يلتزمون صورة واحدة من الكلام فيقولون (نعم الرجل زيد) ويقولون (بئس الرجل عمرو) فدل ذلك على أنهم لم يجعلوا هذا المركب اسما واحدا هو مبتدأ، والطريقة الأولى هي المشهورة، وأصح المذاهب أن نعم وبئس فعلان اه بإيضاح.
(١) سورة ص، الآية: ٣٠
(٢) سورة الكهف، الآية: ٢٩
(٣) سورة النحل، الآية: ٣٠
(٤) سورة النحل، الآية: ٢٩
[٣٨٣] - هذا الشاهد من كلام أبي طالب عم النبي ﷺ، من كلمة يمدح فيها الرسول ويعاتب قريشا على ما كان منها، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
زهير حساما مفردا من حمائل
وهذا البيت في ذكر زهير بن أبي أمية، وهو ابن أخت أبي طالب، لأن أمه عاتكة بنت عبد المطلب، وكان زهير أحد الذين نقضوا الصحيفة التي كتبتها قريش لتقاطع آل النبي في حديث معروف.
اللغة: (غير مكذب) يريد أنه لا ينسبه أحد إلى الكذب، وإنما يصدقه الناس جميعا في كل ما يقوله (زهير) أراد به زهير بن أبي أمية، وقد ذكرنا لك أنه ابن عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم أخت أبي طالب وعمة رسول اللّه ﷺ، وهو أحد رجال خمسة اتفقوا =