أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النكرة والمعرفة

صفحة 92 - الجزء 1

  وعند الناظم والرّمّاني وابن الطّراوة الوصل، كقوله:

  [٢٧] -

  بلّغت صنع امرئ برّ إخالكه


= وأرجاء مضاف، وصدر من «صدرك» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وصدر مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه «بالأضغان» جار ومجرور متعلق بملئ «والإحن» الواو حرف عطف، والإحن: معطوف على الأضغان، والجملة من الفعل ونائب فاعله في محل نصب حال.

الشاهد فيه: قولك «حسبتك إياه» حيث أتى بالضمير الثاني - وهو «إياه» منفصلا، وهو مفعول ثان لفعل ناسخ للابتداء - وهو هنا «حسب» - والإتيان بثاني الضميرين منفصلا في هذه الحالة جائز لا ضرورة فيه ولا شذوذ، والإتيان به متصلا جائز أيضا، ولو أنه جاء به متصلا لقال: «حسبتكه».

وقد اختلف النحاة في أرجح الوجهين، فأما الجمهور ومنهم سيبويه فقد ذهبوا إلى أن الانفصال أرجح من الاتصال حينئذ، ووجهه عندهم أن ثاني الضميرين أصله خبر مبتدأ، ومن حق الخبر الانفصال، وذهب ابن مالك وابن الطراوة والرماني إلى أن الاتصال حينئذ أرجح، وسيأتي لهذا الكلام مزيد توضيح في شرح الشاهد الآتي.

[٢٧] - هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

إذ لم تزل لاكتساب الحمد مبتدرا

ولم أقف لهذا البيت على نسبة إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق.

اللغة: «بر» بفتح الباء وتشديد الراء - هو الصادق، ومنه قولهم: بر فلان في يمينه، إذا صدق «إخالكه» بكسر همزة المضارعة، وذلك هو المشهور في هذا الفعل، ومعناه أظنكه «مبتدرا» مسرعا، تقول: ابتدر فلان الشيء، وبادر إليه، وبدر غيره إليه، وبدر إليه - من باب دخل - إذا أردت أنه أسرع إلى عمله.

الإعراب: «بلغت» بلغ: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء ضمير المتكلم نائب فاعل على الضم في محل رفع، وهو المفعول الأول لبلغ «صنع» مفعول ثاني منصوب بالفتحة الظاهرة، وصنع مضاف و «امرئ» مضاف إليه «بر» صفة لامرئ «إخالكه» إخال: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والكاف ضمير المخاطب مفعول أول لإخال مبني على الفتح في محل نصب، والهاء ضمير الغائب العائد على امرئ مفعول ثاني لإخال مبني على الضم في محل نصب «إذ» أداة دالة على التعليل، يقال هي حرف، وعليه يكون مبنيا على السكون لا محل له =