هذا باب النكرة والمعرفة
  [٢٨] -
  لئن كان إيّاه لقد حال بعدنا
= إن يكن هذا الذي تراه هو المسيخ الدجال فإنك لن تقتله لأنني أخبرتكم أن الذي يقتله هو المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسّلام، وإن لم يكن الذي تراه هو المسيخ الدجال فلا خير لك في قتله.
[٢٨] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
عن العهد، والإنسان قد يتغيّر
وهذا بيت من قصيدة جيدة لعمر بن أبي ربيعة المخزومي، وأول هذه القصيدة قوله:
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجّر
اللغة: «غاد» اسم فاعل من غدا يغدو - من باب سما يسمو - إذا جاء في وقت الغداة، وهي أول النهار «مبكر» اسم فاعل من أبكر إبكارا، إذا جاء في وقت البكرة، وتقول بكر - من باب دخل - وأبكر إبكارا، وبكر تبكيرا «رائح» آت وقت الرواح، وهو من أول زوال الشمس إلى الليل «مهجر» سائر في وقت الهاجرة وهي نصف النهار عند اشتداد الحر «حال» معناه تغير، وتحولت حاله عما كنا نعلمه فيه. والأصل في هذه المادة قولهم: حالت القوس، إذا انقلبت عن حالها وحصل في قالبها اعوجاج «عن العهد» عما عهدناه من جماله وشبابه.
الإعراب: «لئن» اللام موطئة للقسم، إن: حرف شرط جازم «كان» فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو «إياه» خبر كان «لقد» اللام واقعة في جواب القسم، قد: حرف تحقيق «حال» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو «بعدنا» بعد: ظرف زمان متعلق بحال، وبعد مضاف ونا مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، وجملة حال وفاعله لا محل لها من الإعراب جواب القسم، وجواب الشرط محذوف يدل عليه جواب القسم «عن العهد» جار ومجرور متعلق بحال «الإنسان» الواو واو الحال، الإنسان. مبتدأ «قد» حرف تقليل «يتغير» فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الإنسان، وجملة الفعل المضارع وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال، ورابط جملة الخبر بالمبتدأ الضمير المستتر الواقع فاعلا، ورابط جملة الحال الواو.
الشاهد فيه: قوله: «كان إياه» حيث أتى بالضمير الواقع خبرا لكان الناسخة للمبتدأ والخبر - وهو قوله: «إياه» منفصلا، والمجيء بالضمير منفصلا في هذه الحالة جائز لا =