أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النكرة والمعرفة

صفحة 95 - الجزء 1


= ضرورة فيه ولا شذوذ، والإتيان به متصلا جائز أيضا، وقد ورد منه متصلا قوله عليه الصلاة والسّلام في حديث عن ابن صياد «إن يكنه فلن تسلط عليه، وإلّا يكنه فلا خير لك في قتله». وقد مر ذكر هذا الحديث قريبا، وأوله قد استشهد به المؤلف، كما مر أن تقديره إن يكن ابن صياد هو المسيخ فلن تسلط عليه ولن تمكن من قتله؛ لأن الذي يقتل المسيخ الدجال معين معروف، وإن لم يكن ابن صياد هو المسيخ الدجال فلا خير لك في قتله.

ونظير الشاهد في الإتيان بخبر كان أو إحدى أخواتها ضميرا منفصلا قول الشاعر، وينسب إلى العرجي:

ليس إيّاي وإيّا ... ك ولا نخشى رقيبا

الشاهد في قوله: «ليس إياي» فإن ليس فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، واسمه ضمير مستتر تقديره هو، وإياي: خبره وهو ضمير منفصل، ولو أنه أتى به متصلا لقال «ليسني» كما قالوا «عليه رجلا ليسني» أي ليس (هو) الرجل الذي يلزمه إياي، ومثله قول مساور العبسي، وينسب إلى العجاج:

لو أنّه أبان أو تكلّما ... لكان إيّاه، ولكن أعجما

ومثله الشاهد رقم ٨٣ الآتي في باب كان، وهو قول الشاعر:

ببذل وحلم ساد في قومه الفتى ... وكونك إياه عليك يسير

وقد استعمل الناظم ذلك في باب المبتدأ والخبر، وذلك قوله:

وإن تكن إياه معنى اكتفى ... بها، كنطقي اللّه حسبي وكفى

وقد اختلف العلماء في أرجح الوجهين على مثال ما ذكرناه في شرح الشاهد السابق.

ومن الاتصال في باب «كان» ما ذكرناه من قولهم «عليه رجلا ليسني» ومنه قول الراجز، وهو الشاهد رقم ٣١ الآتي قريبا:

عددت قومي كعديد الطّيس ... إذ ذهب القوم الكرام ليسي

وسيأتي هذا مشروحا، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي - وكان له غلام يحمل تجارته، وكان الغلام كلما مضى بالتجارة شرب الخمر فاضطرب أمر التجارة - ففي ذلك يقول له أبو الأسود الدؤلي:

دع الخمر يشربها الغواة فإنّني ... رأيت أخاها مجزيا بمكانها

فإلّا يكنها أو تكنه فإنّه ... أخوها غذته أمّه بلبانها

=