أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: الحكم فيما إذا تكررت النعوت والنعوت واحد معرفة أو نكرة]

صفحة 280 - الجزء 3

  وقولك (مررت برجال شاعر وكاتب وفقيه).

  وإذا تعدّدت النّعوت واتحد لفظ النّعت؛ فإن اتحد معنى العامل وعمله جاز الاتباع مطلقا، ك (جاء زيد وأتى عمرو الظّريفان) و (هذا زيد وذاك عمرو العاقلان) و (رأيت زيدا وأبصرت خالدا الشّاعرين)، وخصّ بعضهم جواز الاتباع بكون المتبوعين فاعلي فعلين، أو خبري مبتدأين.

  وإن اختلفا في المعنى والعمل، ك (جاء زيد ورأيت عمرا الفاضلين)، أو اختلف المعنى فقط، ك (جاء زيد ومضى عمرو الكاتبان) أو العمل فقط ك (هذا مؤلم زيد وموجع عمرا الشّاعرين) وجب القطع.

[فصل: الحكم فيما إذا تكررت النعوت والنعوت واحد معرفة أو نكرة]

  فصل: وإذا تكرّرت النّعوت لواحد؛ فإن تعيّن مسمّاه بدونها، جاز إتباعها، وقطعها، والجمع بينهما بشرط تقديم المتبع، وذلك، كقول خرنق:

  [٣٩٦] -

  لا يبعدن قومي الّذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر


= السكون في محل رفع (بكا) خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وهو مضاف و (رجل) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (حزين) صفة لرجل مجرورة بالكسرة الظاهرة، وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب معترضة بين العامل الذي هو بكيت ومعموله الذي هو قوله: (على ربعين) فإنه جار ومجرور متعلق ببكيت (مسلوب) نعت لربعين، ونعت المجرور مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، (وبال) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، بال: معطوف على مسلوب، مجرور بكسرة مقدرة على الياء المحذوفة لأجل التخلص من التقاء الساكنين منع من ظهورها الثقل.

الشاهد فيه: قوله: (ربعين مسلوب وبال) حيث عطف ثاني النعتين وهو قوله بال على أولهما وهو قوله مسلوب، ولم يثنهما لأنهما اختلفا في المعنى.

[٣٩٦] - هذان بيتان من الكلام تقولهما الخرنق - بكسر الخاء والنون بينهما راء ساكنة - وهي أخت طرفة بن العبد البكري الشاعر المعروف لأمه، وهي الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك بن ضبيعة، والبيتان اللذان ذكرهما المؤلف تقولهما في رثاء زوجها بشر بن عمرو بن مرثد سيد بني أسد، وكان قد قتل هو وجماعة من قومه في يوم قلاب. =