[فصل: الحكم فيما إذا تكررت النعوت والنعوت واحد معرفة أو نكرة]
= اللغة: (لا يبعدن) أرادت لا يهلكن، مأخوذ من البعد بمعنى الذهاب بالموت والهلاك وقد جرى سنن العربية على أنهم إذا أرادوا الدعاء لرجل قالوا: لا تبعد، أو لا يبعد، وإذا أرادوا الدعاء عليه قالوا: بعدت، أو بعدا لك، أو بعدا له، وفي الكتاب الكريم:
{أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ} (سم العداة) العداة - بوزن قضاة - جمع عاد بمعنى العدو الذي هو خلاف الصديق، وأرادت بكونهم سم الأعداء أنهم يقتلونهم، فهم لهم بمنزلة السم (وآفة الجزر) آفة الشيء في الأصل: اسم لكل ما يصيبه أو يهلكه، والجزر - بضم أوله وثانيه - جمع جزور، وهو اسم يطلق على الإبل خاصة، وأرادت بكونهم آفة الإبل أنهم يفنونها بالذبح للضيفان، وصفتهم أولا بالشجاعة، ثم وصفتهم بالكرم (معترك) اسم لمكان الاعتراك، والمراد به مكان التحام الجيوش وتزاحمهم (معاقد) جمع معقد، وهو موضع عقد الإزار (الأزر) بضم أوله وثانيه - جمع إزار، بزنة كتاب وكتب، والإزار: اسم لما يشده الإنسان على وسطه، وأرادت بكونهم طيبين معاقد الأزر الكناية عن عفتهم وتنزههم عن الفحشاء.
المعنى: دعت أولا لقومها ألا يهلكوا، ثم وصفتهم بالشجاعة الفائقة وأنهم ينتصرون دائما على عدوهم ويأتون عليه، ثم وصفتهم بالكرم البالغ أقصى غايته وأنهم يفنون إبلهم للضيوف، ثم عادت إلى الشجاعة فذكرت لهم صفة أخرى من صفاتها، وهي أنهم يحضرون كل معركة من معارك القتال، ولا يتخلفون عن ملاقاة الأبطال، ثم وصفتهم بالعفة والطهارة والتنزه عن الفحشاء.
الإعراب: (لا) دعائية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يبعدن) يبعد:
فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم بلا الدعائية، ونون التوكيد حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (قومي) قوم: فاعل يبعد، مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وقوم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (الذين) صفة لقومي مبني على الياء في محل جر (هم) مبتدأ (سم) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وسم مضاف و (العداة) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (وآفة) الواو حرف عطف، آفة: معطوف على سم، وآفة مضاف و (الجزر) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (النازلون) يروى بالواو ويروى بالياء، فإن رويته بالواو احتمل وجهين؛