هذا باب النعت
  النّازلون بكلّ معترك ... والطّيّبون معاقد الأزر
  ويجوز فيه رفع (النّازلين) و (الطّيبين) على الاتباع ل (قومي)، أو على القطع بإضمار (هم)، ونصبهما بإضمار (أمدح) أو (أذكر)، ورفع الأوّل ونصب الثاني على ما ذكرنا، وعكسه على القطع فيهما.
  وإن لم يعرف إلا بمجموعها، وجب إتباعها كلّها، لتنزيلها منه منزلة الشيء الواحد، وذلك، كقولك: (مررت بزيد التّاجر الفقيه الكاتب) إذا كان هذا الموصوف يشاركه في اسمه ثلاثة: أحدهم تاجر كاتب، والآخر تاجر فقيه، والآخر فقيه كاتب.
= أحدهما: أن يكون نعتا لقومي المرفوع تقديرا بالفاعلية، وثانيهما أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره: هم النازلون، وإن رويته بالياء تعين أن يكون مفعولا به لفعل محذوف وجوبا، والتقدير: أمدح أو أعني النازلين (بكل) جار ومجرور متعلق بالنازلين على كل وجه، وكل مضاف و (معترك) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (والطيبون) يروى بالواو وبالياء أيضا، فإن رويته بالواو وكنت قد رويت (النازلون) بالواو احتمل الوجهين: الرفع على أنه نعت لقومي، والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، وإن رويته بالواو وكنت قد رويت (النازلين) بالياء تعين فيه وجه واحد وهو الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هم الطيبون، وإن رويته بالياء تعين أن يكون مفعولا به لفعل محذوف، إن كنت قد رويت (النازلون) بالواو، فإن كنت رويت (النازلين) بالياء جاز في هذا أن يكون معطوفا على (النازلين) والقاعدة التي لا يجوز لك البراح عنها هي أنك إذا أتبعت الأول جاز لك في التالي الاتباع والقطع بالرفع أو بالنصب، وإن قطعت الأول بالرفع أو بالنصب لم يجز لك في التالي إلا القطع بالرفع أو بالنصب، فإن قطعت الجميع لم يلزمك أن تجعل قطع الثاني كقطع الأول، بل يجوز التوافق والتخالف، وقولها (معاقد) منصوب على التشبيه بالمفعول به؛ لأن قوله: (الطيبون) صفة مشبهة، ومعاقد مضاف و (الأزر) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: (النازلون.. والطيبون) فإنهما كما ذكر المؤلف نعتان لا يتوقف عليهما تعيين المنعوت، ومن ثمة يجوز فيهما الاتباع، ويجوز فيهما القطع، ثم قطعهما إما أن يكون إلى الرفع بتقدير مبتدأ يكونان خبرا له أو إلى النصب بتقدير فعل يكونان مفعولين له: وقد رويا بالنصب كما رويا بالرفع فدلت الروايتان على جواز الاتباع والقطع على ما ذكرنا في الإعراب.