أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النعت

صفحة 283 - الجزء 3

  وإن تعين ببعضها جاز فيما عدا ذلك البعض الأوجه الثلاثة.

  وإن كان المنعوت نكرة تعيّن في الأول من نعوته الاتباع، وجاز في الباقي القطع، كقوله:

  [٣٩٧] -

  ويأوي إلى نسوة عطّل ... وشعثا مراضيع مثل السّعالي


[٣٩٧] - هذا بيت من المتقارب من قصيدة طويلة لأمية بن أبي عائذ الهذلي، يصف صيادا.

اللغة: (يأوي) الأصل في هذه المادة معنى سكن ونزل بمحله، وتقول: أوى فلان إلى فلان، تريد أنه سكن إليه ونزل عنده، وقالوا: فلان مأوى المساكين، يريدون أنهم يسكنون إليه، ويجدون راحتهم عنده، وينزلون عليه، وقد ضمن الشاعر هنا يأوي معنى يرجع ويؤوب ويعود كما في قول الحطيئة:

أطوّف ما أطوّف ثمّ آوي ... إلى بيت قعيدته لكاع

(عطل) بضم أوله وفتح ثانيه مشددا - جمع عاطل، وهي المرأة التي لا حلي لها (شعثا) جمع شعثاء - وهي المرأة الضعيفة السيئة الحال الملبدة الشعر (مراضيع) جمع مرضع، وهي المرأة التي لها ولد ترضعه، وكان من حق العربية عليه أن يقول مراضع - بغير ياء - إلا أنه أشبع كسرة الضاد فتولدت عنها ياء، أو ندّعي أن المفرد مرضاع فهذه الياء منقلبة عن الألف التي في المفرد (السعالي) جمع سعلاة - بكسر السين وسكون العين - وهي الغول التي تتراءى في الفلوات لبعض الأعراب في صور تزعجهم، وقد جرى بينهم الغول والسعلاة مجرى المثل، يضربونه لكل ما يهولهم ويفظعهم.

المعنى: وصف الشاعر صيادا يسعى لتحصيل قوت عياله؛ فذكر أنه يوغل في اتباع الوحش حتى يغيب عن نسائه مدة طويلة، ثم يعود إليهن فيجدهن في حالة بؤس واحتياج وفساد حال، وذكر أنهن لفظاعة منظرهن وقبيح ما آلت إليه حالهن يشبهن الغيلان.

الإعراب: (ويأوي) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، يأوي:

فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الصياد الذي يصفه (إلى) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (نسوة) مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة الظاهرة (وشعثا) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، شعثا: مفعول به لفعل محذوف، وتقدير الكلام: أعني شعثا، أو أصف، أو أذكر، أو نحو ذلك (مراضيع) =