أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النكرة والمعرفة

صفحة 96 - الجزء 1

  ولو كان الضمير السابق في المسألة الأولى مرفوعا وجب الوصل، نحو:

  «ضربته» ولو كان غير أعرف وجب الفصل، نحو «أعطاه إياك» أو «إياي» أو «أعطاك إياي»⁣(⁣١)، ومن ثمّ وجب الفصل إذا اتحدت الرّتبة، نحو: «ملّكتني إيّاي» و «ملّكتك إيّاك» و «ملّكته إيّاه»، وقد يباح الوصل إن كان الاتحاد في الغيبة، واختلف لفظ الضّميرين، كقوله:

  [٢٩] -

  أنالهماه قفو أكرم والد


= والاستشهاد هنا بقوله: «يكنها أو تكنه» حيث أتى بالضمير الواقع خبرا لكان في الموضعين متصلا على ما ترى، يريد: إن لم يكن النبيذ الخمر أو تكن الخمر النبيذ فإنه أخوها شربا من عروق شجرة واحدة.

ومثل قول المجنون في ليلاه:

كاد الغزال يكونها ... لولا الشّوى ونشوز قرنه

(١) نسب إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي اللّه تعالى عنه أنه قال «أراهمني الباطل شيطانا» بوصل الضميرين وأولهما ليس أعرف من الثاني لأن الأول ضمير غيبة والثاني ضمير متكلم، ومعنى العبارة أن الباطل أراهم إياي شيطانا: أي جعلهم يرونني شيطانا.

[٢٩] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

لوجهك في الإحسان بسط وبهجة

ولم أقف لهذا البيت على نسبة إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق.

اللغة: «بسط» بشاشة وطلاقة «بهجة» حسن، وسرور «أنالهماه» معناه المراد عود وجهك البسط والبهجة «قفو» اتباع، وهو مصدر قفاه يقفوه، وأصله كان من مكانه في جهة قفاه، ثم قيل لمن يتبع واحدا ويسير على إثره.

الإعراب: اللام حرف جر، وجه: مجرور باللام وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، ووجه مضاف والكاف ضمير المخاطب مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر «في الإحسان» جار ومجرور متعلق ببسط «بسط» مبتدأ مؤخر «وبهجة» الواو حرف عطف، بهجة: معطوف على بسط «أنالهماه» أنال:

فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وضمير الغائب المثنى العائد إلى البسط والبهجة مفعول أول لأنال وضمير الغائب المفرد العائد إلى الوجه مفعول ثان لأنال، ورجح جماعة أن يكون ضمير المثنى مفعولا ثانيا تقدم على المفعول الأول الذي هو ضمير المفرد «قفو» فاعل أنال مرفوع بالضمة الظاهرة، وقفو مضاف و «أكرم» =