أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[متى يجوز حذف النعت؟]

صفحة 287 - الجزء 3

  أصله (لو قلت ما في قومها أحد يفضلها لم تأثم) فحذف الموصوف وهو (أحد)، وكسر حرف المضارعة من تأثم، وأبدل الهمزة ياء، وقدّم جواب لو فاصلا بين الخبر المقدّم، وهو الجار والمجرور، والمبتدأ وهو (أحد) المحذوف.

[متى يجوز حذف النعت؟]

  ويجوز حذف النعت إن علم، كقوله تعالى: {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً}⁣(⁣١) أي:

  كلّ سفينة صالحة، وقول الشاعر:

  [٣٩٩] -

  فلم أعط شيئا ولم أمنع


= وليس إلا، كأنه قال: ليس إلا ذلك، وليس غير ذاك، ولكنهم حذفوا ذلك تخفيفا واكتفاء بعلم المخاطب ما يعني، وسمعنا بعض العرب الموثوق بهم يقول: ما منهما مات حتى رأيته في حال كذا، وإنما يريد ما منهما واحد مات، ومثل ذلك قوله تعالى جده {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} ومن ذلك من الشعر:

كأنك من جمال بني أقيش

أي كأنك جمل من جمال بني أقيش، ومن ذلك قوله أيضا:

لو قلت ما في قومها لم تيثم - البيت

(١) سورة الكهف، الآية: ٧٩.

[٣٩٩] - هذا الشاهد من كلام للعباس بن مرداس السلمي يخاطب به النبي ، وكان # قد وزع غنائم حنين؛ فأعطى قوما من أشراف العرب من المؤلفة قلوبهم، منهم أبو سفيان ومعاوية ابنه، والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن الفزاري، وأعطى العباس دون ما أعطى الواحد منهم، ففي ذلك يقول العباس:

أتجعل نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع

وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع

وما ذكره المؤلف عجز بيت من المتقارب، وصدره قوله:

وقد كنت في الحرب ذا تدرإ

اللغة: (نهبي) النهب - بفتح فسكون - هو هنا بمعنى المنهوب، مثل الخلق بمعنى المخلوق، وأراد به الغنيمة (العبيد) بضم العين وفتح الباء، بزنة المصغر - اسم فرس العباس بن مرداس، وكان العباس يسمى فارس العبيد (عيينة) أراد به عيينة بن حصن الفزاري (والأقرع) أراد به الأقرع بن حابس (حصن) هو أبو عيينة (حابس) هو أبو الأقرع =