هذا باب النعت
  أي: شيئا طائلا وقوله:
  [٤٠٠] -
  مهفهفة لها فرع وجيد
= أي بكفي رجل، وسمع سيبويه بعض العرب الموثوق بهم يقول: ما منهما مات حتى رأيته في حال كذا وكذا، يريد ما منهما واحد مات، وقد يبلغ من الظهور أنهم يطرحونه رأسا، كقولهم: (الأجرع، والأبطح، والفارس، والصاحب، والراكب، والأورق، والأطلس) اه كلامه بحروفه، وهو تصريح في أن المدار على ظهور المعنى وإدراك المحذوف.
[٤٠٠] - هذا الشاهد من كلام المرقش الأكبر، وهو عمرو بن سعد بن مالك، أحد بني بكر بن وائل، وقيل: اسمه عوف بن سعد بن مالك، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:
وربّ أسيلة الخدّين بكر
اللغة: (أسيلة الخدين) هي الناعمتهما في استرسال وطول (المهفهفة) الخفيفة اللحم (الفرع) الشعر (الجيد) العنق.
المعنى: وصف هذا الشاعر امرأة بأنها ناعمة الخدين في استرسال وطول، وبأنها عذراء خفيفة اللحم مكتنزته، وبأن لها شعرا سابغا أسود وعنقا طويلا، وستعرف وجه ذلك في بيان الاستشهاد بالبيت.
الإعراب: (رب) حرف تقليل وجر شبيه بالزائد (أسيلة) مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد، وأسيلة مضاف و (الخدين) مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد (بكر) بدل أو عطف بيان من أسيلة الخدين (مهفهفة) نعت لأسيلة الخدين (لها) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (فرع) مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة (وجيد) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، جيد: معطوف على فرع مرفوع بالضمة الظاهرة، ولكل من المعطوف والمعطوف عليه نعت محذوف يرشد إليه المقام، والتقدير: لها فرع فاحم وجيد طويل، فإنه لو لم يقدر ذلك لم يكن مدحا، لأن لكل أحد شعرا وعنقا، وجملة المبتدأ وخبره في محل رفع جر أو رفع نعت آخر لأسيلة.
الشاهد فيه: قوله (لها فرع وجيد) حيث ذكر المنعوت وحذف النعت، وأصل الكلام: لها فرع فاحم وجيد طويل، فأما الدليل على أصل التقدير فسنذكره بعد، وأما =