[توكيد الاسم الظاهر والضمير المنفصل]
  فإن كان جملة فالأكثر اقترانها بالعاطف(١)، نحو: {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ٤ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ}(٢)، ونحو: {أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ٣٤ ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى}(٣) وتأتي بدونه، نحو قوله ﷺ «واللّه لأغزونّ قريشا» ثلاث مرّات، ويجب الترك عند إيهام التعدد، نحو (ضربت زيدا ضربت زيدا).
[توكيد الاسم الظاهر والضمير المنفصل]
  وإن كان اسما ظاهرا أو ضميرا منفصلا منصوبا فواضح، نحو: (فنكاحها باطل باطل باطل) وقوله:
  [٤٠٣] -
  فإيّاك إيّاك المراء فإنّه
(١) نص أبو حيان في الارتشاف على أن حرف العطف الذي يعطف الجملة المؤكدة على الجملة قبلها هو (ثم) ولكنه لم يصرح بأنه لا يجوز العطف بغير هذا الحرف، ولم يمثل ابن مالك في شرح التسهيل إلا بما كان العاطف في (ثم) لكن المحقق الرضي صرح بأن الفاء مثل ثم في هذا الموضع.
(٢) سورة النبأ، الآيتان: ٤ و ٥.
(٣) سورة القيامة، الآيتان: ٣٤ و ٣٥، ومن أمثلة ذلك أيضا قوله تعالى: {وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ١٧ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ}.
[٤٠٣] - نسب هذا الشاهد إلى الفضل بن عبد الرحمن القرشي، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب
اللغة: (المراء) بكسر الميم، بزنة الكتاب - هو أن تدفع الحق ولا تذعن له مع أنه واضح جلي، وهو أيضا الجدال، ومن أهل اللغة من يزعم أن المراء لا يكون إلا اعتراضا، أما الجدال فهو أعم فقد يكون ابتداء وقد يكون اعتراضا (دعاء) صيغة مبالغة من قولهم (دعا فلان فلانا) إذا طلب حضوره (جالب) مسبب له.
المعنى: يحذر الشاعر من المماراة، ويبين أن المماراة تكون سببا لحدوث الشر ووقوع الناس تحت غوائله، وقد أظهر في مقام الإضمار في قوله و (للشر جالب) مبالغة في التنفير منه بذكر اللفظ الممقوت المستبشع.
الإعراب: (إياك) إيا: مفعول به لفعل محذوف مبني على السكون في محل نصب والكاف حرف خطاب (إياك) توكيد للأول (المراء) منصوب على نزع الخافض عند الجمهور، وتقدير الكلام على هذا: باعد نفسك باعد نفسك من المراء، وهو منصوب =