أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: الكلام على واو العطف]

صفحة 317 - الجزء 3

[فصل: الكلام على واو العطف]

  فصل: أما الواو فلمطلق الجمع⁣(⁣١)؛ فتعطف متأخّرا في الحكم، نحو: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ}⁣(⁣٢)، ومتقدّما، نحو: {كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ}⁣(⁣٣)، ومصاحبا، نحو: {فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ}⁣(⁣٤).

[تنفرد الواو بخمسة عشر شيئا]

  وتنفرد الواو⁣(⁣٥) بأنها تعطف اسما على اسم لا يكتفى بالكلام به ك (اختصم


= ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، و (الجمل) اسمه مرفوع بالضمة الظاهرة، وخبره محذوف، وقدره العيني بقوله: (ليس الجمل مجزيا) وليس هذا التقدير بشيء، ولعله قرأ (يجزى الفتى) بالبناء للمجهول، فقدره كذلك، وقدر الشيخ خالد (ليسه الفتى) والتحقيق أن تقدير الكلام على هذا الوجه: ليس الجمل جازيا؛ فاعرف ذلك.

ويمكن إجراء مثله في بيت نفيل بن حبيب، وذلك أن تجعل (الغالب) أحد معمولي ليس والآخر محذوف، والتقدير: ليس الغالب الأشرم.

وجعل ابن مالك قول نفيل (ليس) فعلا ماضيا، و (الغالب) اسمها، وجعل خبرها ضميرا متصلا محذوفا، والتقدير: والأشرم المغلوب ليسه الغالب، بل في كلامه ما يدل على أن شرط الحذف كونه ضميرا متصلا وقد حكى كلامه القسطلاني في شرح البخاري ٣/ ٢٤٢.

(١) خالف في ذلك بعض الكوفيين وقطرب وثعلب والربعي والفراء والكسائي وابن درستويه؛ فذهبوا جميعا إلى أنها للترتيب، ثم على ما في الكتاب - وهو أنها لمطلق الجمع - المتبادر منها المعية، وبعده الترتيب.

(٢) سورة الحديد، الآية: ٢٦ فإبراهيم معطوف بالواو على نوح، وقد علم أن نوحا سابق في الإرسال على إبراهيم.

(٣) سورة الشورى، الآية: ٣ فالذين من قبلك: معطوف على ضمير المخاطب وهو الكاف المجرور محلا بإلى مع إعادة العامل مع المعطوف، والمعطوف سابق في وقت الحكم وهو الإيحاء على المعطوف عليه بغير تردد.

(٤) سورة العنكبوت، الآية: ١٥، فأصحاب السفينة معطوف على ضمير الغائب الذي هو الهاء عطف مصاحب في الإنجاء على مصاحبه.

(٥) وقد انفردت الواو أيضا بمواضع كثيرة نذكر لك هنا أهمها:

الأول: عطف سببي على أجنبي في باب الاشتغال، نحو قولك: (زيد ضربت عمرا وأخاه) ونحو قولك (زيد مررت بقومك وقومه) فعمرو في المثال الأول أجنبي من زيد لأنه غير مضاف إلى ضميره، و (أخاه) سببي منه لإضافته لضميره، وقومك في المثال =