أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الكلام على «حتى» وذكر شروط كونها عاطفة]

صفحة 324 - الجزء 3

[الكلام على «حتى» وذكر شروط كونها عاطفة]

  وأما (حتّى) فالعطف بها قليل، والكوفيون ينكرونه، وشروطه أربعة أمور:

  أحدها: كون المعطوف اسما⁣(⁣١).

  والثاني: كونه ظاهرا؛ فلا يجوز (قام النّاس حتّى أنا) ذكره الخضراوي⁣(⁣٢).

  والثّالث: كونه بعضا من المعطوف عليه، إما بالتحقيق⁣(⁣٣)، نحو: (أكلت


= فقال: والظاهر أنه ليس كذلك، بل الاضطراب والجري في زمن واحد، وجوابه أن الترتيب يحصل في لحظات لطيفة، اه.

وملخص اعتراض قريب المؤلف: أن المقام لواو العطف التي تقتضي الجمع مطلقا وليس المقام للفاء التي تقتضي أن يحصل الهز أولا في الأنابيب ويعقبه حصول الاضطراب في الرمح.

وحاصل الجواب أنا لا نسلم أن المقام لغير الفاء؛ لأن الترتيب المشروط في الفاء يحصل في لحظات لطيفة لا يشعر بها الناظر؛ وقد توقف الدنوشري في فهم هذا الجواب ولا محل لتوقفه.

(١) هذا الذي ذكره المؤلف - من أن المعطوف بحتى لا يجوز أن يكون فعلا - هو مذهب جمهرة النحاة، ووجه ما ذهبوا إليه أن الأصل في حتى أن تكون جارة، والعاطفة منقولة من الجارة، وحرف الجر لا يدخل إلا على الاسم، فبقي لحتى بعد نقلها ما كان لها قبل النقل، وخالف في هذا الشرط ابن السيد، وكأنه نظر إلى ما طرأ عليها من النقل للعطف، وقاسها على غيرها من حروف العطف، فإذا قلت (أكرمت زيدا بكل ما أقدر عليه حتى جعلت نفسي له حارسا) أو قلت (بخل عليّ زيد بكل شيء حتى منعني دانقا) جاز في هذين المثالين اعتبار حتى عاطفة عند ابن السيد، والجمهور يمنعون ذلك، فالمثالان عندهم إما خطأ، وإما على تأويل الفعل التالي لحتى بمصدر مجرور بها.

(٢) قال ابن هشام المؤلف في مغني اللبيب عن هذا الشرط الذي ذكره ابن هشام الخضراوي (ولم أقف عليه لغيره) والذي ذكره ابن هشام الخضراوي - من أنه يشترط في الاسم المعطوف بحتى أن يكون ظاهرا لا ضميرا - له وجه، فقد علمت أن الأصل في حتى أن تكون جارة، وأنهم استصحبوا بعد نقلها إلى العطف حالها قبل النقل، وأنت تعلم أن حتى الجارة لا تجر إلا الأسماء الظاهرة، وعلى هذا لا يجوز لك أن تقول (حضر الناس حتى أنا) ولا (أكرمت القوم حتى إياك).

(٣) يعتبر بعضا كل واحد من ثلاثة أنواع: =