أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الكلام على «حتى» وذكر شروط كونها عاطفة]

صفحة 325 - الجزء 3

  السمكة حتّى رأسها) أو بالتأويل، كقوله:

  [٤١٦] -

  ألقى الصّحيفة كي يخفّف رحله ... والزّاد حتّى نعله ألقاها


= الأول: أن يكون جزءا من كل نحو (أكلت السمكة حتى رأسها).

الثاني: أن يكون فردا من جمع نحو قولهم (قدم الحجاج حتى المشاة).

الثالث: أن يكون نوعا من جنس نحو (أعجبني التمر حتى البرني).

[٤١٦] - هذا بيت من الكامل، وقد حكى الأخفش عن عيسى بن عمر، فيما ذكره أبو علي الفارسي، أن هذا البيت من كلام أبي مروان النحوي، بقوله في قصة المتلمس، وفراره من عمرو بن هند، في قصة معروفة، وبعد هذا البيت قوله:

ومضى يظنّ بريد عمرو خلفه ... خوفا، وفارق أرضه وقلاها

اللغة: (ألقى) تقول: ألقى فلان الشيء، تريد أنه رمى به إلى الأرض (الصحيفة) هي ما يكتب فيه سواء أكان قرطاسا أم رقا (رحله) الرحل - بفتح الراء وسكون الحاء - المتاع (والزاد) كل شيء يستصحبه المسافر معه ليبلغه مقصده (نعله) النعل: اسم لما يلبس في الرجل.

الإعراب: (ألقى) فعل ماض مبني على الفتح مقدر على الألف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المتلمس المحدث عنه (الصحيفة) مفعول به لألقى (كي) حرف تعليل وجر (يخفف) فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد كي التعليلية، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وأن المصدرية مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بكي، وكي ومجرورها متعلقان بقوله ألقى، وتقدير الكلام: ألقى الصحيفة لتخفيف رحله (رحله) رحل: مفعول به ليخفف منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (والزاد) الواو عاطفة، الزاد: معطوف على رحله (حتى) حرف عطف (نعله) نعل - بالنصب - مفعول لفعل محذوف يفسره المذكور بعده - والتقدير، حتى ألقى نعله، ونعل مضاف وضمير الغائب مضاف إليه، وعلى هذا يكون جملة (حتى ألقى نعله) معطوفة على جملة (ألقى الصحيفة والزاد) وتكون حتى قد عطفت جملة على جملة (ألقاها) ألقى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وضمير الغائبة العائد إلى النعل مفعول به، والجملة لا محل لها مفسرة، ويجوز أن تكون حتى عاطفة بمعنى الواو ويكون قوله (نعله) معطوفا على الزاد، عطف مفرد على مفرد، وتكون جملة (ألقاها) توكيدا لقوله (ألقى الصحيفة) ويكون الضمير البارز في (ألقاها) عائدا على الصحيفة، وهذا الوجه الأخير =