علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

دور الدولة الأموية في وضع الحديث:

صفحة 15 - الجزء 1

  كما في حديث العرض المتقدم، وحديث (رب مُبلَّغ أوعى من سامع).

  ولكن لقربهم من رسول الله ÷ ثم يحتاجوا إلى المصطلحات الكثيرة، والمسميات المتعارف عليها اليوم. والتي توسع العلماء فيما بعد في البحث عنها، وذلك كمعرفة المتصل، والمنقطع من الأسانيد، ومعرفة العلل الغامضة، ووسائل معرفة الناسخ والمنسوخ، وهكذا كلما جاء زمن نتج عنه مصطلح أو قاعدة تتعلق بالحديث سواء من ناحية ضبطه، أو كيفية تحمله وأدائه، أو من ناحية معرفة قوته من ضعفه، وكان العلماء يتناقلونها شفوياً.

  ثم دونوها في أماكن متفرقة من الكتب، ممزوجة بغيرها من العلوم الأخرى كالفقه وأصوله. ثم تطور الأمر فأفرد العلماء علم الحديث أو المصطلح في كتاب مستقل، شأنه شأن العلوم الأخرى. وذلك في منتصف القرن الرابع الهجري تقريبا، ويعتبر المحدث الشهير، والحافظ الكبير أحمد بن محمد بن عقدة⁣(⁣١)، المتوفى سنة (٣٣٢) هـ من أوائل المهتمين بهذا الفن. وله عدة كتب في علم الرجال، كما أفرده بالتصنيف العلامة الحسن بن عبدالرحمن الرَّامُهرمُزي المتوفي سنة (٣٦٠) هـ. فصنف كتاب (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي)، ولكنه لم يستوعب جميع أبحاث المصطلح، ثم تبعه أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري المتوفى سنة (٤٠٥) هـ. فصنف كتاب (علوم الحديث)، ولم يستوعب، ثم تبعه أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصفهاني المتوفى سنة (٤٣٠) هـ فصنف كتاب (الُمستخرج على معرفة علوم الحديث) استدرك فيه على الحاكم مافاته في كتابه، ثم تبعه أبو


(١) ستأتي ترجمته، والكلام حول مؤلفاته، وأبحاثه في هذا الفن.