علم الحديث عند الزيدية:
  بكر أحمد بن على الخطيب المتوفى سنة (٤٦٣) هـ. فصنف كتاب (الكفاية في علم الرواية)، وهكذا تتابعت المؤلفات والتصنيفات التي يطول ذكرها.
علم الحديث عند الزيدية:
  والحقيقة التي قد يكون ذكرها هاهنا من الأهمية بمكان إن بعض المحدثين عمد إلى غمط جهود الشيعة عموماً والزيدية خصوصا، في خدمة الحديث وعلومه، بل إن أكثرهم تعدى ذلك وتخطاه، فعمد إلى جرحهم، والغمز، واللمز في أي حديث يروونه أو كتاب يسطرونه، بلا ذنب ارتكبوه أو جرم فعلوه، وإنما لكونهم أحبوا مَنْ جَعَلَ الرسول ÷ حبه علامهً للعدالة و الإيمان، وبُغْضه علامة للنفاق والخسران.
  والعجب كل العجب أن بعض المحدثين حمل الحب علامة للجرح، والبغض علامة للتعديل، (فجرح الشيعة مطلقاً، ووثق النواصب غالباً)(١)، وهم في ذلك متأثرون بما فرضته الدولة الأموية ومن بعدها العباسية من الأحاديث الموضوعة والقواعد المرفوضة، وإذا كان علماء الحديث قد تجشموا مشقة السفر في تلقي الحديث ومشافهة الشيوخ، فإن أهل البيت $ اقتحموا القفار، وشافهوا السيوف، في سبيل إحياء السنة وإماتة البدعة، فصححوها بالدماء، وفدوها بالأرواح.
  وما خروج الإمام الحسين بن علي # وحفيده الإمام زيد بن علي # على الدولة الأموية، إلا أحد الأدلة على ذلك، وقد قال الأول:
(١) انظر العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل/ للسيد العلامة محمد بن عقيل.